المنبرالحر

وجود داعش يخدم من؟ / كريم السلطاني

من لا يعرف كيف تتخبط الامور والاسباب التي تجعل من داعش اميرة احلامها والتي اصبح وجودها يعبث بكل مقومات الإنسانية و محيرا للكثير من الذين يستقرئون الوضع والاساليب التي تتبعها في كثير من خطوط التماس مع قواتنا الأمنية وكيفية وصولها الى بعض المدن العراقية والمغالطات التي تقع فيها قواتنا الامنيه في التصدي لها ولحد الان. فلابد من وجود مؤهلات لتلك الحركة لتضعها في هذا او ذاك الموضع. هناك الكثير من الاسباب تجتمع في هذا الامر لتعطيها تلك الصورة والتي احيانا ما تكون مضللة من حيثيات المكان والزمان وتبلور حصيلة ما تقوم به من استنتاجات على محور الصراع القائم. ما نجده اليوم وبوضوح تام لا يستدعي الشك والريبة حيث يأخذنا الى جوهر الاسباب والمسببات. ومن خلال طريقين طويلين لا يلتقيان ضمن كل ما نسمع به او نلمسه في الواقع الامني الحالي. وما علينا هو ان نغوص في اعماق الصراعات الحاليه في كثير من الدول العربية ضمن ما يسمى بالربيع العربي.لان كل ما يحدث هو نتيجة ما تفعله تلك القوى في هذه البلدان وما تسعى اليه من خلال ذلك. مايلفت النظر ويشد الانتباه هو المواقف الأمريكية المتذبذبة والمتناقضة في كثير من الحيثيات وهذا واضح تماما في ما نشاهده اليوم. في بلدنا وفي ا?بلدان الاخرى التي تنشب فيها الصراعات، ففي السنوات الماضية وفي اول نشوء ما يسمى بدوله الشام والعراق الاسلامية واطلالة داعش المقززة كان بالامكان الوقوف بحزم اتجاه ما يحدث ووجود الكثير من السبل في معالجة ذلك الامر، واخماد تلك النار التي ارادوا ان تتسع رقعتها في هذه البلدان. والكل يعلم ما هي الاستراتيجية الأمريكية في هذا المجال وقوتها من حيث موقعها الرئيس في المنطقة ومدى تأثيرها الامني والعسكري .فهل كانت امريكا لا ترى ما يحدث او ربما كانت تنظر للامر بعين واحدة. ام انها من حركت تلك العاصفة وغضت الطرف عنها؟ فامريكا هي من جعلت العراق خاليا من كل ما يستطيع ان يقف عليه لمواجهة مثل هذه الاخطار. هي من حلت الجيش العراقي ضمن خطة كانت تدرسها جيدا في الواقع بملي ارادتها وتعلم ماذا يكون نتاج ذلك الامر. وهي من استغلت المعاهدة الامنية بينها وبين الحكومة العراقية لصالح النوايا التي كانت قد وضعتها على خارطة تحركاتها. حيث جعلت من العراق ساحة نزاع بين القوى وهي من مهدت الامر في دخول بعض القوى ونقل صراعاتها وتصفية حساباتها في العراق، وامريكا ترى كل ذلك لكنها كانت تريده لغرض اكمال مخططها في زرع ما يسمى بداعش في العراق، .لتمسك الخيط?من طرفيه. فنراها مرة تعلن براءتها من داعش ومرة تترك حدود العراق بلا رقيب من اجل التمهيد لدخولها سرا او علنا وكأنها لا تعلم ولا ترى شيئا. اما من منظور سياستها العسكرية نجدها ترصد كل تحركات من يريد ان يقف مع العراق ويساعده في وضع الخطط العسكرية او التسليح او ابداء المشورة. فلو كانت امريكا فعلا تريد اقصاء داعش وعدم تغلغلها في الاراضي العراقية لوضعت الكثير من الامور واغلقت جميع الابواب التي تستطيع داعش المرور منها. ولهذا نجد التواجد العسكري الامريكي في العراق هو تواجد يراد منه اعطاء صورة لها امام الرأي العالمي- والاممي. لكنها في الوقت نفسه تسعى لتمرير الكثير مما في مخططاتها وعدم حسم المعركة ليطول مداها. فخروج داعش من العراق يضر في المصالح الأمريكية في المنطقة. وانتصار العراق بمساعدة بعض الدول الاخرى يعتبر ضربة قاضية للمصالح الامريكية، ومن هنا تلعب امريكا لعبة الارقام والحروف تصرح وتمتنع تعطي وتراوغ كثيرا، من اجل كسب الوقت لتمرير ألاعيبها في العراق، وعلى الحكومة العراقية ان تعي لذلك وان لا تبقى اسيرة الخطاب الامريكي، والا ستكون العواقب وخيمة جدا وعندها يصعب الامر كثيرا. امريكا لا تريد ولا من مصلحتها اخماد النار فك? ما كانت مستعرة ستحرق اكثر واكثر وهذا يسهل لها تنفيذ ما تصبو اليه وما تخطط له. ومن هنا نستنتج ضعف تلك الحكومات وقبولها للسياسة الأمريكية واعني بذلك وجود مسؤولين وقياديين في تلك الحكومات هم مع التوجه الامريكي علما بانهم يعرفون جيدا بما سيؤول اليه الوضع من اذعانهم وتقبلهم هذا.