المنبرالحر

المصالحة الوطنية الواقع والتمنيات / حمزة عبد

كثر الحديث بالفترة الأخيرة عن المصالحة الوطنية وأهم ما طرح كان من قبل السيد أياد علاوي نائب رئيس الجمهورية والمكلف بملف المصالحة الوطنية حيث قال ان المصالحة الوطنية ميؤوس منها على عكس ذلك قال السيد فؤاد معصوم رئيس الجمهورية ان المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد للحد من التدخلات الخارجية (في حين إن من يقرر المصالحة الوطنية هي القوى الخارجية) مؤكداً ضرورة إنجازها.
وقد سبق للحزب الشيوعي العراقي أن طرح مذكرة موجهة الى الرئاسات الثلاث والى الأحزاب السياسية، أكد فيها على أن المصالحة الوطنية هي السبيل الى انتشال بلادنا من الأزمات ولا بد من فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أبناء البلد.
كل الوزارات التي تعاقبت بعد سقوط النظام السابق شكلت مراكز مهمة للمصالحة الوطنية من قبيل وزارة او مستشارية أو غير ذلك لملاحقة هذا الملف وصرفت الأموال الطائلة وعقدت الكثير من المؤتمرات والاجتماعات مع كثير من الجهات العراقية وغير العراقية وربما مع جهات ليس لها علاقة بالمصالحة الوطنية وكأن هذه النشاطات هو لذر الرماد في العيون الإيحاء بصورة وهمية للمواطن العراقي من أن الحكومة مهتمة بقضية المصالحة ،وأخيرا صار السيد أياد علاوي نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة وهذا يعني تشكيل مؤسسة لها عبء مالي يضاف الى الأموال التي هدرت على هذا الطريق غير الواضح المعالم لحد الآن.
حقا إن المصالحة الوطنية هي سبيل انتشال بلادنا من الأزمات كما جاء في مذكرة الحزب الشيوعي العراقي إلا أن السؤال هو: هل فعلا بذلت جهود صادقة من أجل المصالحة الوطنية ومن أجل الوصول الى بدايات صحيحة يبنى عليها بأتخاذ مجموعة من الاجراءات التي تساعد في إعادة الثقة ولو حتى في الحد الأدنى بين الأطراف المتنازعة وعليهم وقبل كل شئ إعلانهم عن الرغبة في الولوج بالعملية السياسية بعهد شرف يتضمن إقرار بعض القوانين ذات الصلة مثل قانون العفو العام، قانون الحرس الوطني، قانون الأحزاب، قانون الخدمة الإلزامية، حل المليشيات، إعتبار الحشد الشعبي جزءا من القوات المسلحة، إضافة الى إجراءات أمنية واقتصادية والأهم من كل ذلك الاعلان عن التخلي عن حكم المحاصصة الطائفي واعتبار الوطنية هي المعيار في عمل الدولة .
إن تحقيق ذلك لا يتطلب جهداً كبيراً إذا توفرت النية الصادقة في تبني مبادئ الأب الروحي للمصالحة الوطنية كسلوك مانديلا وموقف للحزب الشيوعي العراقي كما ورد أعلاه، مشروعا يتضمن عقد مؤتمر وطني عراقي تساهم به القوى السياسية التي عارضت وناضلت من أجل اسقاط نظام صدام حسين تنبثق من هذا المؤتمر مصالحة وطنية على أساس الإستعداد للتنازل والتسامح وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين ابناء البلد الواحد.