المنبرالحر

صوت الشعب يبقى الاعلى / خالد العاني

كما كان متوقعا ان يقع الانفجار الكبير وقد وقع فعلا ... لم يسمع هؤلاء الوافدون والمتاجرون بأسم الوطنية والدين كل الاصوت التي كانت تصرخ: كفاكم ظلما واستهتارا بحق الشعب الصابر المعذب! ولكن ما من مجيب! على العكس من ذلك يزداد الامعان والاستهتار بحقوق الاكثرية الساحقة الصامته وفي ظنهم ان الطريق الذي رسمه لهم اسيادهم الذين كانوا يرعون تأمرهم على الشعب العراقي بحجة القضاء على النظام الدكتاتوري السابق سيسيرون فيه الى مالا نهاية وهو طريق ( فرق تسد ) فخلقوا المحاصصة الطائفية والقومية والاثنية والمناطقية حتى فرقوا بين الزوج وزوجته.
لقد جعلوا هذا الشعب العظيم ينشغل في التفاهات والقتل المتبادل وارخصوا الدم العراقي وغلبوا العصابات والمليشيات على اجهزة الدولة التي اصبحت عاجزة عن لجم تلك العناصر وانتشر الابتزاز بشكل مخيف ولم يعد يأمن اي مواطن على نفسه من تلك العصابات الاجرامية. وجعلوا العراق مسرحا للارهاب وعمت الفوضى والخراب وتقهقر البلد عشرات السنين الى الوراء حتى وصلت الاستهانة بكرامة الشعب ان ترفع صور زعماء دولة اجنبية في شوارع بغداد وساحاتها والويل لمن يعترض على وجودها.
اما الفساد فقد دمر البلاد والعباد وكل الرؤوس التي تسيدت الموقف لها نصيب كبير في ذلك الفساد والشعب يسمع باللجان التحقيقية ولكن النتائج عند دبش فلم تظهر تفاصيل اية جريمة وقعت في البلاد من سرقة وقتل وتزوير وتهريب وتخريب امام الملأ.
لقد بلغ السيل الزبى فهل يعقل ان موظفا سمي رئيسا للجمهورية او للوزراء او وزيراً او نائباً يحصل في دورتين على راتب بقدر راتب من خدم الدولة خدمة فعلية 25 سنة مائتي مرة؟
ان الشعب العراقي ليس اقل ثورية من بقية الشعوب العربية والعالمية بالعكس من ذلك له تاريخ حافل بالثورية والثقافة والطموح والتقدم وهو مصصم على الدولة المدنية وانه صبور ولكنه كالاسد الهصور حينما يغضب يسمع زئيره لمن به صمم وان غدا لناظره قريب..
ـــــــــــــــــــــ
«مقتطفات»