المنبرالحر

(تحرك الشعب فسحب قاطرة السياسة) إلى سكتها الصحيحة / مرتضى عبد الحميد

توقفت عجلة السياسة في العراق, منذ أن حط غربان البعث وحلفاؤهم على شجرة السياسة في انقلاب شباط الأسود عام 1963, ولم تتحرك للأمام إلا لماماً. كانت حركتها إلى الخلف دائماً( ترجع بَكْ) فأعادت العراق شعبا ووطنا إلى مستنقع التخلف والجوع والمرض, وخاصة في زمن المعتوه صدام حسين ولو إن «السكنية « الذين جاءوا بعده, استمروا في تحريكها وقيادتها إلى الوراء, بعد أن زوروا إجازة السوق, ودفعوا الرشى من المال العام, ومن هدايا القابعين خارج الحدود.
كان الشيوعيون, ومعهم كل الوطنيين والديمقراطيين, وكل من وضع الشعب والوطن في حدقات العيون, يؤكدون دوما, ويراهنون ويعملون بكل طاقاتهم, لتحريك الشارع العراقي, وتحفيز الجماهير الغفيرة, على اخذ زمام المبادرة, وممارسة الضغط من الأسفل, كما يقول علم السياسة. فذلك هو السبيل الرئيسي إن لم يكن الوحيد لإجبار الحكام وسائر المسؤولين على الاستجابة لمطالب الشعب, وشرائحه الاجتماعية المختلفة, سيما بعد أن اتجه اغلب سياسيينا, والمسؤولين عن إدارة دولتنا, إلى تأمين مصالحهم الشخصية, ومشاركتهم في سباق لا نهاية له, عنوانه الأبرز سر?ة أموال الشعب, وتصفير خزينته, وبالتالي ضياع حاضره, ومستقبل أجياله, مستخدمين في ذلك أحط الأساليب, وأكثرها تمزيقا للوحدة الوطنية, عبر توظيف الطائفية السياسية, وحرف تطلعات الناس وطموحاتهم عن السكة الصحيحة, وتدمير وعيهم وإعادتهم إلى الجاهلية السياسية, ليسهل عليهم السطو على مقدرات الشعب, وأحلامه, وأهدافه المشروعة.
وكنا واثقين تماما, أن بذور العظمة كامنة في تربة شعبنا المكافح الصابر, وإنها ستزهر ورودا وزرعا وفيرا إذا توفرت لها ظروف إنبات وتغذية مناسبة, تجسدت في المعاناة الرهيبة طيلة السنوات الماضية, وإصرار أولي الأمر على تجاهلها, والانصراف إلى السباحة في مستنقع الأنانية والكذب والانتهازية.
كما كنا نعارض ونفند كل الطروحات والأفكار التي تتغذى من اليأس والإحباط وقلة الصبر, وانتظار» غودو» أو حصول معجزة لتغيير الحال, ما يعكس عدم الثقة بالجماهير, و قدرتها على قلب الطاولة, نتيجة تراكم الأزمات والمشاكل, والافتقار إلى حلول معقولة.
ها هو الشعب ينتفض, ويحقق بعض ما يريده, وسيواصل النضال بحماس وباندفاع المؤمن بعدالة قضيته, من اجل تحقيق كامل أهدافه, وإصلاح العملية السياسية, بإيقافها على قدميها, بعد أن كانت واقفة على رأسها, رغم كل النشاطات المعادية والجهود التخريبية التي يقوم بها البعض سرا وعلانية, وبضمنها الاعتداء الجبان الذي قامت به حثالات من المرتزقة, وفاقدي الضمير, على متظاهري ساحة التحرير الإبطال يوم الجمعة 14/8/2015, ظنا من هؤلاء المجرمين ومن يقوم بتحريكهم في هذا الاتجاه غير المشرف, أنهم قادرون على إيقاف انتفاضة الشعب, أو تخويف المت?اهرين.
إن نهج الإصلاح, الذي تحركت قاطرته إلى أمام, لن يفشله أو يعيقه هؤلاء المخربون وكل المتضررين منه, مهما عملوا أو تآمروا. فالشعب لن يتوقف في منتصف الطريق, وسيواصل محاصرتهم بتظاهراته المليونية, وإصراره على كنسهم إلى مستقرهم الذي يليق بهم, والى أن تتحول الوعود والبرامج المعلنة إلى واقع ملموس على الأرض, وتطبيقات عملية يراها العراقيون بأم أعينهم, دون إن ينسوا أن أصل الداء و الدواء يكمن في القضاء المبرم على المحاصصة الطائفية - الاثنية, التي جاءت بهؤلاء, ووضعتهم في قمة الهرم السياسي في غفلة من الزمن.
وما ضاع حق وراء مطالب.