المنبرالحر

لقاح ضد وباء الأنفلونزا / بشار قفطان

قبل الدخول إلى الموضوع لا بد لي من التوقف عند هذه الطريفة: في زمن النظام المقبور استطاعت أجهزة الرقابة الصحية في بغداد رصد وضبط احد أصحاب المطاعم في منطقة الدورة كان يستخدم لحم الحمير في الكباب، ويقدمه للزبائن. وانفردت مجلة «ألف باء» بنشر تفاصيل الخبر وصور لصاحب المطعم. ووقتها كان احد الأصدقاء، صاحب سيارة حمل، يستمع إلى الخبر فانتفض قائما من مكان جلوسه وقال: «خرب عرضي أكثر من مئة كيلو لحم مطي أكلت من هذا المطعم، ولي علاقة مع صاحبه».
قبل ثلاثة أشهر او اقل، كنا مجموعة من أعضاء المجلس المحلي في قضاء الحي، قمنا بزيارة «مستشفى الشهيد فيروز» واللقاء بالمدير، وجرى بيننا حديث موسع عن طبيعة الخدمات الطبية والصحية في المستشفى، والاحتياجات اللازمة لمواجهة اي وباء قد يحصل، وكانت اجابات السيد المدير مقنعة، حيث بيّن ان الأمور تسير على خير ما يرام بما يتناسب مع الوضع الحالي. كما نوه لنا بأنهم ينظمون حملة تلقيح واسعة ضد وباء الانفلونزا، وشجعنا على اخذ جرعة من ذلك اللقاح، واخذ يتحدث إلينا عن كلفة الجرعة الواحدة منه، وما يحققه من مناعة ضد الاصابة بالوباء لفترة قد تصل إلى سنة أو أقل. فأخذ كل واحد منا جرعته.
وصلت الى البيت فرحا ليس كعادتي، ودعوت جميع إفراد العائلة إلى الذهاب الى المركز الصحي القريب من دارنا لغرض اخذ جرعة اللقاح.
في الخامس من شباط الجاري أصبت بغثيان وحرقة وحساسية في المعدة والبلعوم، حسبته بداية زكام أو انفلونزا حرمني من تناول طعام الغداء, صاحَب ذلك الغثيان عدم الاستقرار النفسي, وعندما صار وقت العصر ازدادت الحالة سوءا, فتناولت قدح عصير برتقال وصرت اتحاشى الجلوس خشية التقيؤ. رفضت تناول العشاء ورضيت بقدح عصير برتقال، ولم تمض دقائق عدة حتى بدأت أتقيأ بشدة وكأن أحشائي تتقطع, أرغمني الحال على الذهاب إلى المستشفى، وهناك أجري لي الفحص الطبي، وما كان من الطبيب إلا أن وصف لي حبوب منع القيء (بلاسيل) استدركت و قلت له: «دكتور أولا عندي سكر وضغط، وقد أجريت لي سابقا عملية تبديل أربعة شرايين في القلب، وأنت ترى حالة القيء التي اتعبتني، فعلى الأقل حاول معالجتي بمغذ يخفف من تركز الدم، أضف الى ذلك ان لدي الآن سعالا جافا شديدا..». اقتنع الطبيب بما قلته له واجرى لي تخطيط قلب، وفحص لنسبة السكر، وجهز لي قنينة مغذ مع بعض العلاجات، ثم قال: «ما كو شي.. انفلونزا بسيطة!».
غادرت المستشفى وذهبت الى البيت لاستريح في الفراش، وقد أخذت العدوى تصيب بعض أفراد العائلة. وهنا تذكرت اني كنت قد أخذت لقاحا ضد وباء الانفلونزا.. ولكن يا ترى هل تأثر اللقاح بأزمة انخفاض أسعار النفط ونفد مفعوله، أو انني خارج شبكة الحصانة الصحية!؟