المنبرالحر

كفاءات / راصد الطريق

نتفق جميعاً على ان الكفاءات العلمية، العراقية، داخل العراق وخارج العراق، هي ملك الوطن، ملك الشعب الذي في الوطن. ونعلم ان العراق بلدهم ودفع أثمان وكلف دراستهم وتعليمهم من الابتدائية، حتى يتمكنوا من الشهادة العليا. وان المؤسسات العراقية قد اهتمت بهم ونالوا رعايتها طيلة وجودهم في العراق. وان الوطن اليوم بحاجة إلى خبراتهم وكفاءاتهم العملية في صناعته وزراعته وادارته وتعليمه واقتصاده. هو في حاجة إلى معارف وعلوم ابنائه، تلك التي حصلوا عليها من دراستهم في بلدان العالم.
هذه امور نعرفها ويعرفها السيد وزير التعليم العالي ويعرفها مسؤولو المؤسسات الصناعية والزراعية ووزارات الاسكان والصحة وحتى وزارة التعليم العالي.
وسواء بسبب ادراك حقيقي لمتطلبات البلد ولما يلزم لتقدم مؤسساته، او بسبب كوننا نهتم بالكفاءات ونريد خبراتهم لتساعدنا في مشاريع التنمية او ادارة المشاريع.. اقول لأي سبب كان ظهرت علناً، في الصحافة وفي الفضائيات، الدعوة إلى عودة الكفاءات لخدمة وطنهم، وكان واضحاً الترحيب مثلما كانت واضحة الوعود.
وقد عادوا!
حتى الآن نحن على وفاق. لكن العائد لا يدري الى اية دائرة يتوجه ومن في الدائرة يراجع، ووزارة التعليم العالي تحيل من يريد الدخول إليها الى طاقية اخفاء، الى سحر، الى معجزة ليدخل ويراجع المدير الفلاني او الوكيل الفلاني او اللا أحد الفلاني. وكل يقول: الاستاذ داخل اجتماع، السيد المدير خارج الدائرة، والموظف الفلاني يقول: ليست مسؤوليتي. واذا حصل ووجد من يستمع إليه فيسمع هذه « الدرّة «: اترك الطلب وسنتصل بك. سنقدمه، وانت حاول بنفسك ان تجد شاغراً!!!
« سنتصل بك، حاول انت ان تجد شاغراً .. «. هل هذا كلام دائرة؟ ومتى تتصلون؟ تقولون: بعد شهرين. لكن تمضي سبعة اشهر ولا جواب! هل تهزؤون بالناس؟ انتم دعوتم الكفاءات، وجاء اصحاب الدكتوراه فرحين إلى وطنهم وتمت معادلة الشهادات وقدموا طلباً للتعيين. فما مصير الطلب؟ هل اوصله القسم المعني الى اللجنة، الى الوزير، وكيله؟ هل اهتم به احد؟ أم نسيه الموظف بين الاوراق؟ دخل في اضبارة مراجع آخر؟ الله اعلم، الله وحده، لان الوزارات كلها لا تعلم!
هذا عيب اداري! هذا معيب!
مُفترض ان من يقدم طلباً يتسلم ايصالاً وموعداً بالمراجعة او يترك رقم جواله وبريده الالكتروني ليتصلوا به واعلامه. ثم، ما هذا التعقيد الجهنمي في دخول وزارة التعليم العالي؟ الدخول الى الداخلية اسهل، ومقابلة السيد وزير الداخلية اسهل، والدخول إلى وزارة الدفاع اسهل والى المالية اسهل.
احترموا الناس يا سادة!
احدهم كان حامل شهادة دكتوراه هندسة، قال لي: تمت معادلة الشهادة، وقدمت طلباً للتعيين لدى القسم الذي اعود له في البعثات. وقد مضت سبعة اشهر حتى الآن ولا جواب، ولا ادري اراجع من، والدخول كما ترى متعذر الى الوزارة..
السيد وزير التعليم العالي المحترم، نقدر مشاغلك ولكنك مطالب بأن تسأل الاقسام في البعثات: اوربا الشرقية/ اوربا/ امريكا.. عن الطلبات التي قدّمت لهم والى اين وصلت. إما تعيين وإما اعتذار. كفى غموضاً ومتاهة، وكفى استهانة بالناس. فهل يُعقل يا سيادة الوزير ان يقدم الخريج الطلب ويقال له: اذهب، تعال بعد شهرين؟ وانت ابحث عن شاغر او مكان؟ يا سيدي هذه آخر النكات غير اللائقة!
وزير التعليم العالي مطالب اخلاقياً وادارياً بتحديد مكتب معين في الوزارة. موظف معين في قسم معين لاستقبال الطلبات، وحسناً ان يكون في قسم الاستعلامات/ اي قبل دخول الوزارة ما دام الدخول متعذراً. او تبلغ الاستعلامات بالسماح لاولاء المراجعين بالصعود الى القسم او المكتب الذي حددتموه. وان يعطى لصاحب المعاملة رقم يسمح له بالمراجعة..
أو ان تعلنوا بصراحة ووضوح: طلبنا عودة الكفاءات والآن نعتذر!