المنبرالحر

من يوميات منتقض.. ما رواه اخي عن انتفاضة الشـطــــرة..*

الجزء الخامس عشر
الشطرة تلك الأميرة النائمة على النهر.. تنغى الشعراء بحبها ودلالها... وكأنها إله سومرية. ..على اذيالها تنام الطيور بسلام. ..وتحط الفراشات على ضفائرها. ...تلك السومرية التي لا تعرف الذل ثارت بأبنائها. .ثورة الغضب ومزقت لثام الصمت. ..شوارعها التي احتضنتنا اطفال وشاركتنا لعبنا ولهونا وضحكاتنا نراها تحتضن جثمان الشهيد مله علي مهدي بنيه وهو مسجى على الأرض، بانتظار تشيعه مقابل منظمة حزب البعث الحاكم في شارع العدل.. التي نصب البعثيون رشاشاتهم لمقاومة الطائرات على بابها، أنها نصبت لقتل أي ثورة. .ومحاربة أي فكره لذلك صوبوها الى صدور الشعب الثائر الذي لا يقهر ولا يعرف الخوف رغم كل محاولاتهم للقمع وتشويه الفكر إلا أن الناس لا تبالي لا لسلاحهم ولا لزيتونيهم ولا لقائدهم. ..لذلك كان الشعار الذي حطم نفوس البعث (لا إله إلا الله صدام عدو الله ). ..هذا الشعار كان انتصارا رغم منظر الزيتوني رغم الدم والألم رغم السجون والسلاح...كان شرارة الثورة. ..هزهم من الصميم دمر كيانهم. .صدام عدو الله. .زلزل الأرض تحت اقدامهم. ..لم يتزلزل أحد من الثوار ولم يخف، من باب المنظمة الحزبية خرج مسخ من مسوخ صدام...وقف بين الناس وبقلبه أمنية اخيرة عله يرعب الناس بكلماته البذيئة، ولكن لا يضر الطيور طنطنت الذباب.. لازلت أحفظ اسمه (حسين شذر) توسط الجموع مستهزئا (سمعنا تريدون تطلعون تظاهرات. ..) لم يبال به أحد ، رفعوا جنازة الشهيد. والنداء صدام عدو الله. ..ثارت الشطرة بهذا النداء غير مبالية لشيء رجالها اباة الضيم يحملون أرواحهم على راحاتهم ونساؤها وزغاريدهن الشاحذة للهمم. .الله كم كانت مشاعر صادقة ...دم ودمع وزغاريد. ...حلت الطامة على رؤسائهم...ما دفعني للبكاء. .بمشاعر اختلطت بين الفرح والحزن. .خروج النساء لنصرتنا وتعزيز روح الثورة بداخلنا. ..حفرت هذه الصورة بذاكرتي ...لازلت أتذكر ذلك الرجل الوقور. .كنت أراه يجلس بالمقهى بملابسه القروية بين الحين والآخر يجيء إلى سوق المدينة يتبضع ..أراه يسابقنا ويسابق الريح بمسدسه وحزام الأسلحة ليكون بمقدمة الثائرين. ..
لازلت أذكر تلك اللحظة التي فارقت فيها حسن صديقي ...كنا انا وحسن نتسابق للشهادة واصواتنا تهتف للعراق. ..
*رواية المنتفضة زينب الشطري