المنبرالحر

حادثتان مؤلمتان لايمكن أن أنساهما في حياتي / أحمد رجب

تعرض الحزب الشيوعي العراقي الى هجمات شرسة بدءا من النظام الملكي عميل الدول الاستعمارية وفي المقدمة منها بريطانيا وأمريكا والدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق واكثرها شراسة وفضاعة دكتاتورية صدام حسين وحزب البعث البشعة وقامت هذه الأنظمة المتهرئة والمتوحشة بملاحقة المناضلين الشيوعيين والوطنيين واعتقالهم وتعذيبهم بقسوة وقافلة الشيوعيين بدأت من اعدام قادة الحزب الشيوعي الابطال فهد مؤسس وسكرتير الحزب ورفيقيه حازم وصارم واستمرت هذه المأساة وصولا الى اعدام سلام عادل سكرتير الحزب ورفاقه جمال الحيدري وجورج تلو ومحمد صالح العبلي ومحمد حسين ابوالعيس وحسن عوينة وحمزة سلمان ونافع يونس ومهدي حميد ومنذر ابو العيس وجلال الاوقاتي وفاضل عباس المهداوي وماجد محمد أمين ووصفي طاهر وطه الشيخ احمد وستار خضير وعلي حسين برزنجي ومعروف برزنجي ورؤوف حاجي قادر وعادل سليم وكاظم الجاسم والقائمة تطول.
وفي حركة الانصار (البيشمركة) تعرض الحزب الى مضايقات وهجمات الاعداء ونظام صدام حسين وحزب البعث ، وفي المعارك التي شهدتها ساحات القتال مع هؤلاء الاعداء سقط عدد كبير من رفاقنا الأنصار شهداءً، والذين قدموا دماءهم وحياتهم في سبيل الخلاص من السفاحين قتلة الشعب، ومن هؤلاء الشهداء الرفاق: نزار ناجي يوسف، سيدو خلو اليزيدي، عميدة عذبي حالوب، ملازم حسان، ملازم بروا، ملازم سامي، ملازم حامد، مام كاويس، بكر تلاني، احمد حسارى، رؤوف حاجي محمد (جوهر)، موناليزا امين، عبير، صلاح حسن (ماموستا خالد)، ام لينا، خليل رضا كبابجي، علي حاجي، مام رسول، ابو فؤاد، علي عرب، ابو فيان، احمد بازوكا وماموستا انور وقائمة شهداء الحزب طويلة لا يمكن ذكرهم جميعهم في مقالة، واذا اردنا ذكر جميع الاسماء فاننا بحاجة الى كتب عديدة.
في كل عام كان الانصار الشيوعييون يحتفلون بعيد حزبهم الشيوعي سواء في المقرات او في المفارز، ولكن في عامي 1986 و1988 لم نستطع القيام بالاحتفالات بسبب تعرضنا الى حادثتين مؤلمتين.
الحادثة الاولى
كان مقر قاطع السليمانية وكركوك ومقر الفوج – 9 – السليمانية يتواجدان في قريتي جه مه ك و سبيار، وكانت المسافة بين القريتين حوالي 500- 600 متر، وقد بنينا بيوتا جيدة للسكن في المقرين المذكورين، وفي شهر شباط ، وبالضبط في 15/2/1986 شنت القوات الايرانية هجوما على القوات العراقية واطلقوا عليها "والفجر 9"، وتمكنت بكل سهولة من الاستيلاء على القرى وقضاء جوارتا (شاربازير) وبعض مناطق محافظة السليمانية التي كانت مهجورة.
بعد ايام من وجود القوات الايرانية بدأت المضايقات لرفاقنا، وعلى سبيل المثال يطلبون ابراز وثائق واوراق العبور من منطقة الى اخرى، وعند مناقشتهم باننا نسير على اراضينا كان جوابهم، ان هذه الاراضي هي اسلامية، ومنها الطريق الى كربلاء!
في احد الايام كان الجو باردا جاء الى مقرنا عدد من الضباط بصحبة عدد كبير من الجنود وطلبوا منا مغادرة هذه المنطقة التي اصبحت عسكرية بسبب الحرب العراقية – الايرانية، وتحدثنا معهم لساعات، ولكنهم اصروا على طلبهم، وانهم يريدون ان تكون هذه البيوت (مستشفى ميدانيا).
اجتمعنا (رفاق القاطع والفوج) وتقرر البحث عن مكان جديد لمقراتنا، ولكن المهم هو خروجنا من مقراتنا عنوة في (31) آذار عيد ميلاد حزبنا الشيوعي العراقي.
الحادثة الثانية
في آذار قامت الطغمة الدكتاتورية المجرمة بشن عمليات الانفال الثانية على منطقة البرج في قره داغ، فأول من تصدى للقوات الحكومية والجحوش رفاقنا الانصار، وسقط لنا شهيدان هما: شوان حه مه قتو وبارام هورامي، وفي اليوم الثاني وسعت القوات الغازية مناطق الهجوم فبدأت قوات الجيش بقصف عنيف للمنطقة، كما قامت بهجوم بري من منطقة دربندخان، ووقعت معارك شرسة في منطقة قلاقايمز وشارك فيها رفاقنا الانصار وانصار الاتحاد الوطني الكوردستاني، وكانت مقرات حزبنا منتشرة في منطقة قره داغ فالفوج -7 هورامان كانت في قرية شيوي قازي، والفوج – 9 السليمانية في قرية كسنزان، والفوج – 15 قره داغ في قرية كوشك السفلى ومقر القاطع في قرية استيل العليا، وفي اجتماع قصيرللكادر العسكري والسياسي في 30 آذار تقرر: ارسال العوائل فورا الى المدن لان العدو يريد الاجهاز على كل شيء، كما تقرر بالاتفاق مع قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني (باعتبار قوتنا مع قوتهم القوتين الرئيستين) في المنطقة ترك المنطقة والذهاب نحو مناطق كرميان ففي يوم 31/3/1988 يوم ميلاد حزبنا تركنا مقراتنا.