ايها الأعزاء اسمحوا لي ان اقدم لكم ولجميع اصدقائكم وابناء شعبنا العراقي التهنئة بمناسبة مرور 82 عام على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار المجيد, وانا اليوم على اعتاب الثمانين من عمري، ما زلت وسأبقى اشعر بحرارة وروعة وطيبة اهدافكم من اجل وطن حر وشعب سعيد.

كنت يومها فتى في الصف الاول متوسط في ثانوية العشار في البصرة ، وقد تكونت لي علاقة صداقه مع مجموعة من التلاميذ اذكر منهم تحسين فاضل سبهان ، وشاكر محمود وصالح زيدان، وكنا نقضي اوقات فراغنا في نادي الطلبة المجاور لثانوية العشار وكانت لعبتنا المفضلة الشطرنج ويحضر معنا أحيانا الطالب كريم الاسدي وكان حديثنا يدور حول مواضيع متنوعة ابرزها منظمه اسمها "اتحاد الطلبة" ومساعدة الطلاب المحتاجين والدفاع عن حقوقهم، ومواضيع اخرى لم اعرفها سابقا بدأت تستهويني شيئا بعد شيء منها الدفاع عن الفقراء، وحقوق الفلاحين المسروقة من قبل الاقطاعيين وشركات النفط الاحتكارية. واحترام المعتقدات والطقوس الدينية للمسلمين والمسيحيين وألمندائيين وألأزيديين وجميع المذاهب والطوائف الأخرى وان يتمتع الانسان العراقي بغض النظر عن دينه او قوميته بالحرية على ان تشمل هذه مساواة الجميع، ومرت فتره من الزمن حتى وجدت نفسي منجذبا الى صفوف هذا الاتحاد العملاق وانا لم ابلغ الثالثة عشرة من عمري، اتعلم واحفظ هذه الافكار الجديدة التي لم اسمع مثلها سابقآ عندما كنت تلميذا في قلعة صالح حيث كان يفرض علينا ان نشرب الماء من كوز مخصص لنا نحن الصابئة واليهود في المدرسة.

ومع مرور الوقت بدأت اسمع مفاهيم جديدة، الصراع الطبقي ، ورأس المال ومجتمع العدالة الاجتماعية والاشتراكية. ويمكن تحقيق سعادة الأنسان على ألأرض، وايجاد اداة للنضال - الا وهو الحزب الشيوعي، وكانت اسعد ايامي عندما اصبحت بين صفوفكم تعلمت منكم ايها الرفاق الأعزاء الكثير الكثير من القيم الإنسانية ولو قدر للشباب ان يرجع ثانية لما اخترت غيركم.

ايها الرفاق

منكم تعلمنا الدفاع عن حقوق القوميات المضطهدة, وان العراق ملك للجميع لا فرق بين العرب والأكراد والقوميات ألأخرى، ومن خلالكم كان اول هتاف لنا في التجمعات والتظاهرات "عاشت الأخوة العربية الكردية" و"حق الشعوب في تقرير مصيرها"، واتذكر كيف رفعتم شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق" في الوقت الذي كانت جميع الاحزاب العراقية لم ترفع هذا الشعار بما فيها الأحزاب القومية الكردية ، وقدمتم الكثير من رفاقكم وأصدقائكم من ألكرد والعرب وألأزييدين والتركمان والكلدا آشوريين والمندائيين للدفاع عن حقوق الشعب الكرد ي، وجبال كردستان تشهد على ذلك..

وانتم اول من دافع عن المرأة وحقوقها ومساواتها مع الرجل ، وكانت منظمة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية شاهدا على ذلك ، وعملتم على اشراك المرأة العراقية في العمل السياسي منذ بداية الثلاثينيات، الم تكن امينة الرحال اول امرأة عراقية تنتخب عضوا في البرلمان وأنتم أول من ساهم بتأسيس النقابات العمالية في عراقنا للدفاع عن حقوق العمال وبقيادة الرفاق الشيوعيين ومنهم علي شكر و كليبان صالح وجبار درعم الزهيري وهندال وصبيح سباهي وغيرهم.

وكنتم اول من دافع عن حقوق الفلاحين واسستم الجمعيات الفلاحية تحت شعاركم المجيد " الفلاح اخو الفلاح وعدوهما الاستعمار والأقطاع".

وكنتم اول من دافع عن حقوق الطلاب فأسستم اول تنظيم لهم بعنوان "اتحاد الطلبة" في مؤتمره الاول في ساحة السباع وغنى لكم الجواهري شاعر الشعب أجمل قصائده بهذه المناسبة.

هل يمكن لأحد ان ينسى نضالكم في مكافحة الصهيونية ومطالبتكم بحقوق الشعب الفلسطيني ورفعتم شعار "دولة اقامة فلسطين الديمقراطية الموحدة للعرب واليهود"، وثقفتم الجماهير بأن الصهيونية حركة عنصرية لخدمة الإمبريالية، وانتم من نظم وقاد اول مظاهرة في عام 1946 من اجل نصرة القضية الفلسطينية ضد مشروع تقسيم فلسطين . واستشهد فيها الطالب الشيوعي اليهودي شاؤول طويق.

وكنتم أيضاً في مقدمة المناضلين في وثبة كانون وانتفاضة تشرين والحي عام 1956 والتضامن مع مصر عندما امم جمال عبد الناصر قناة السويس وقدمتم الشهداء وجسر الشهداء يشهد على ذلك.

وانتم ايها الرفاق من قاد النضال الجماهيري المتمثل في الحزب الشيوعي وجبهة الاتحاد الوطني الوطني وحركة الضباط الأحرار، فتحقق الانتصار يوم 14 تموز وقامت الجمهورية العراقية.

وأنتم من قدم آلاف الضحايا في مجزرة 8 شباط الاسود.

ولايزال نضالكم مستمرا وساحة التحرير تشهد بذاك ,من اجل تحقيق اهدف شعبنا بإقامة العدالة الاجتماعية والعراق المدني الديمقراطي الموحد وستبقون الشمعة بأفكاركم تنيرون الطريق لكل ألمناضلين.