المنبرالحر

ساحة الاندلس.. ساحة ثالثة للتظاهرات / ريسان الخزعلي

.. بعد عام 2003، أصبحت ساحتا التحرير والفردوس مكانين شائعين لتظاهرات ابناء الشعب في بغداد، سواءً كانت إحتفالية او احتجاجية أو ذات مطالب حقانية ترتبط بحياة الناس وتحسين ظروف معيشتهم.. وقد نأت ساحة الأندلس قليلاً عن ان تكون ساحة لانطلاق التظاهرات، واكتفت بان تكون خاتمة للبعض منها.
*.. في يوم 31 آب الفائت، عزمت على المشاركة في تظاهرة إلغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين واعضاء مجالس المحافظات والمجالس المحلية والدرجات الخاصة. وهكذا، ومنذ الصباح الباكر، كنت في الطريق الى ساحة الفردوس.. إلا ان المفاجأة اني وجدت الطريق مغلقاً قرب ملعب الشعب الدولي، ولم يثنني ذلك عن الذهاب مشياً.. وواصلت السير حتى الساحة التي وجدتها مكتظة بالمتظاهرين، ولم يسمح لي بالدخول والمشاركة مع المتظاهرين الا بعد تفتيش الحقيبة التي في يدي، وهو إجراء سليم اقدّره.. وهكذا كنت متظاهراً يوم 31 آب، وقد اتخذت من حافة الرصيف حيث الظل مكاناً لي، إلا ان واحداً من الوحدة الامنية التي تحيط بالتظاهرة دفعني بقوة باتجاه قلب التظاهرة، وعندما سألته..، لماذا؟! ردَّ عليّ: (بالشمس احسنلك!!).. ولما شاركني متظاهر بالاعتراض على هذا السلوك، جاءنا التحذير (تسكتون لو....!) وبعد ان أخذت دوري في التظاهر، قصدت (منتدى بيتنا الثقافي) بهدف الاستراحة، وقبل الوصول صادفت الشاعر (ابراهيم الخياط).. وحينما أشعرته بالذي حصل لي، قال بالعراقي (كلش زين هذا عمود إجاك)..، وفي داخل المنتدى، قال لي الباحث الموسيقي (ستار الناصر) بعد ان عرف بموضوعي، وبالعراقي أيضاً (إشحسبالك.. اتحاد الأدباء إوتثرم ابروسنه بُصل!).. كما غمزني احدهم (إنتَ بالحكومة مدير عام إوطالع مظاهرة.. شلّك بيهه!!)... إن غاية الاشارة الأساسية هذه، هي التبشير بساحة الأندلس التي اصبحت ساحة ثالثة لتظاهرات ابناء الشعب العراقي، بعد ساحتي التحرير والفردوس، ويبدو ان هذه الساحة مباركة هي الاخرى، حيث تمت الاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرين لاول مرّة. ورغم ضيق الساحة، إلا انها احتضنت آلاف القلوب الناطقة بالحب والوطنية:
*.. كم تبدو السماء بعيدة خارج النافذة..؟
وكم هي الأرض واسعة..،
قرب ساحة الأندلس..؟!*
وبالعراقي تحسست صدى الأصوات الهادرة:
(والله.. إيبين ساحة الأندلس إمباركة.. جا بعد ما نطيهه فكهّ بالجايات!!)