المنبرالحر

دودة الداعشية الكامنة في السايكولوجيا - العراق مثالاً ! / احسان جواد كاظم

بغض النظر عمن تمثل " مراتب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " والتي هددت، في بيان لها، مدير آثار بابل بالقتل وبقصف آثار مدينة بابل التاريخية بالكاتيوشا، هل هي ميليشيا دينية متعصبة ام مجموعة من المتضررين البسطاء من ادراج المدينة التاريخية على لائحة التراث العالمي الذي سيؤدي الى فقدانهم لأكواخهم العشوائية المجاورة للمدينة الأثرية، لكن الثابت باليقين انهم استغلوا الذرائع الدينية من قبيل تطبيق الشريعة ومحاربة الفجور وغيرها من مصطلحات دينية متخلفة كسلاح لتنفيذ مآربهم،
هذا يؤشر الى وجود قناعة مستبطنة في وعي الفرد تسمح او تحلل له ترهيب الآخر بإشهار الوازع الديني كرادع ماحق، باعتبارها ( هذه القناعة ) جزء من المنظومة الفكرية السائدة في العمل السياسي وممارسة مألوفة في الحياة الاجتماعية العراقية تمارسها احزاب السلطة الاسلامية من خلال ميليشياتها، على نطاق واسع ويومي، لابتزاز المواطن،
فالفعاليات الفنية للترويج لأدراج مدينة بابل التاريخية على لائحة التراث العالمي اثارت دودة الداعشية الكامنة في بواطنهم، وهي في جوهرها نزعة دينوية رجعية عابرة للطوائف والمذاهب ترجمتها، القتل الجماعي وتدمير الآثار وكره المختلف وتحريم الموسيقى والفرح ورفض كل ما هو حضاري، وهذا ما تضمنه بيانهم،
لمن ينسى سريعاً، نذكّره بأنه سبق وان حاول البعض شطب اسم " بابل " التاريخي من الخارطة العراقية، جملة وتفصيلاً.
وللذين يملؤهم القلق حول حقبة ما بعد داعش عليهم بمعالجة هذه المعضلة المرضية واستئصالها من السايكولوجيا العراقية ببرامج اقتصادية واجتماعية وسياسية بعيدة عن الاستبداد الطائفي والتمييز القومي، جوهرها الوطنية العراقية والعدالة الاجتماعية و مباديء التسامح السامية، وغير ذلك فهو كالعهن المنفوش.