قبل كل شيئ علينا تبجيل شهدائنا الشيوعيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحزب والمبادئ الشيوعية العادلة، هؤلاء الذين وهبتهم الطبيعة الصمود والشجاعة والرجولة الوطنية .. هؤلاء الذين اختطفتهم يد الغدر وغيبتهم عنا فلول الأجرام. بالحقيقة هم أحياء في ضمائرنا وفي وعيينا و قلوبنا وسيبقون . مؤمن إن كلمات التبيجيل مهما كانت مهيبة تبقى عاجزة خرساء عن عظم تضحياتكم الباسلة في سوح النضال . رفاقنا الذين عانوا في الزنرانات الملكية، والبعثية، والظلامية . حقا كانوا شجعانا ومبدئيين .. لم ولن يشعروا بالندم والمرارة وهم على مقربة من مفارقة الحياة. كانوا مؤمنين بأن الشيوعية هي أنبل وأعظم قضية لتحرير الأنسان عرفها التاريخ ، لذلك وهبوا حياتهم غير مبالين بالموت .

رفاقنا الشهداء .. صحيح نحن نتذكركم صامتين ، ليس لكم وجود على الأرض في الحياة لكن وجودكم الذهني طاغ على وعينا ومحفور في ضمائرنا .. نحن لدينا شعور كبير بأنكم لن تفارقوننا ولا نريد أن نصدق غيابكم .

(( لاتحفروا لي قبر،

سأرقد في كل شبر من الأرض .

أرقد كالماء في جسد( الفرات) .

أرقد كالشمس في حقول بلادي …

فمثلي لا يسكن قبرا )) !

(الشاعر محمد الفيتوري )

يمر بلدكم في انعطافة تأريخية ومفصلية من التحولات السياسية، خصوصا بعد أن عرفت الجماهير سوء ادارة الدولة والمجتمع بسبب تمسك أحزاب السلطة بنهج المحاصصة الطائفية والاثنية وبعد أن تكشفت نواياها الحقيقية .

أن نضال وهمة أعضاء الحزب تتسارع وتتعاظم اليوم بين المواطنين، وأصبح وجود الحزب مطلبا اجتماعيا وسياسيا في الدولة والمجتمع ، حيث النزاهة والصدق والوطنية التي تربى عليها الشيوعيون أصبحت هي المعيار الذي يحتكم الناس إليه . هنيئا لكم رفاقنا بهذه المناسبة الغالية .

وطن حُر .. وشعب سعيد .

*فنلندا