المنبرالحر

ما الذي يجمع المدنيين مع التيار الصدري / حميد فرحان المسعودي

ما الذي يجمعنا مع التيار الصدري ؟ سؤال مطروح في أكثر من مناسبة، رغم إدراكنا وتلمسنا و بالتجربة إن لدى الصدريين ثباتا في الموقف على التظاهر ضد الفاسدين لحد اللحظة الراهنة، فالتنسيق والتوافق الفوقي بينهم وبين القوى المدنية، بدأ يظهر تأثيره واضحا في الضغط على الفاسدين في المحافظات وفي أكثر من مناسبة، هذا التعاون رغم إيجابيته الواضحة في التأثير على سلوك المتنفذين تبقى له خصوصيته، فمحصلة هذا التقارب في ساحات الإحتجاج كمؤشر بدأ بفرز أعدادا تنصهر في بوتقته الواقع الذي لا بد من تصليبه لفتح آفاق أوسع بدل الإبتعاد عنه والتشكيك في نواياه، ولأننا نتعامل مع أفكار وسياسات مفضية لتحقيق الممكن في اللحظة الراهنة ، دون الإبتعاد عن مؤشر بوصلة مصالح شعبنا، وأهدافه في تفكيك كل أشكال التحالفات الطائفية، من خلال تجميع كل أطراف الكفة المدنية وتفعيل دورها و تحفيز قواها الكامنة، بدءا من حلقاتها الأقرب من قوى مدنية ديموقراطية ومدنية ووطنية، لغرض رجحان كفة المعادلة لصالح رافعة التغيير المنشود، فليس غريبا إن جمهورا متدينا يخوض نضالا عميقا الى جانب قوى مدنية، فالتدين الشعبي ببعده الإجتماعي يقترب من قيمه الحقيقية، وما دورنا الا المساهمة الفاعلة في تنظيم هذا الإندفاع صوب الوجهة الصحيحة لفقراء شعبنا من المؤمنين بالنزاهة والصدق والعدالة وإحترام الآخر، و مع كل الأطراف التي لديها مصلحة مشتركة لتنفيذ مطالب الحركة الإحتجاجية، التي تؤسس لمواقف وتعاون مشترك، نعم لا توجد مصالحة ايدلوجية، بل هناك صراع سياسي، والخوف في الصراع السياسي هو على مصالح شعبنا ضد محاولات تكتل الفاسدين، الذين يريدون خوض الصراع معنا كل على إنفراد.
وما تعاوننا مع كل الأطراف المؤمنة بضوابط الحراك إلا نموذج لمصلحة سياسية، وأسس في التعامل لتحقيق المطالب الشعبية ، إذن لا بد من المبادرة المبدعة والخلاقة لتجميع أكبر تكتل مدني، وهذا لن يتحقق الا من خلال الهضم الكامل للقضية التي نناضل من أجلها سياسيا وفكريا، وتوفر قبول وإنفتاح أكبر لمواجهة التحديات، وهو ما نتعاون من أجله، وليس "تدين" أصحاب المصالح الرامية لتعمية الوعي وتزييفه .