المنبرالحر

طلابة (گطر)/ حميد حرّان

(گطر).. بكامل شحمها ولحمها، صغيرة في مقاييس الدول، من حيث المقومين الأساسيين في إعتبارات الدولة (المساحة والسكان)، كما أن إدارتها حالة تثير دهشة وإستغراب المتابع! فقد أمسك شيخان من شيوخها السلطة بطريقة التآمر على الأب، هما الشيخ الحالي، الذي عزل والده، ووالده نفسه كان قد عزل جده .
بعد قمة أمريكية عربية إسلامية، تم عقدها في المملكة السعودية، حضرها ترامب، فجر شيخ قطر قنبلة، أعاد بها للذاكره ماجرى في 2006، في عهد الشيخ الأب .. ولست هنا في معرض إهتمام بما جرى، وما سيترتب عليه، فقد يكون لنا معه وقفة.. لكن ما يُثير الشجون إن بلد كالعراق، يمتلك كل مقومات الدولة الحديثة، من زراعة وصناعة، وموارد بشرية، وموارد طبيعية، يضيع بين أفواه الطامعين، بإرادة من إمتطوا صهوة السياسة، اليوم، ممن لايجدون ذواتهم إلا بأحضان من كلفوهم بمهامهم المشبوهة، لست بحاسد ل (گطر)، ولست متمنياً حضورا عراقيا على الساحة بذات الطريقة التي تعبر فيه إدارتهم عن وجودها ... لكن غياب العراق غير المسبوق على الساحة الشرق أوسطية، يوجع كل عراقي.
لا أحد منا يتمنى أن يكون وجود العراق مشابها لحضور يجسده ثالوث الدويلة التي عاشت محمية صغيرة لعقود كان فيها العراق دولة من المؤسسين للأمم المتحدة ... لا عراقي غيور يدعو لما تُعبر به هذه الدويلة عن حضورها بثالوث أوله سلطة تمثله عائلة الشيوخ، وثانيه إرهاب ديني يرعاه ويباركه (القرضاوي)، وثالثه إعلام مشبوه تجسده الجزيرة، لكن غياب العراق يقض مضاجعنا!
مع كل ما يثار من شكوك حول دور هذه الدويلة في دعم الأرهاب، كان أميرها الشاب قد تحدث في الأمم المتحده عن إيران الجارة الكبيرة، والدولة العريقة، المختلفة مذهبياً، وتحدث عن تبادل إحترام بين بلاده وأمريكا، التي تغرس قواعدها العسكرية على مسافة قريبة من قصره وعن مملكة آل سعود الغنية، وتركيا ...وكأنه يمثل دولة مكافئة للجميع، فما بالنا نحن سكان أرض سومر وبابل والحضر، وورثة دولة حديثة، عمرها قرن من الزمان، لم نجد من يقول ها أنذا العراق في أي محفل ؟
في سنة من سنوات القحط في العهد الملكي العراقي، سُميت (سنة الشكر الأحمر)، كانت هناك بطاقات بأسماء مواطني العراق، يذهب كل منهم ليستلم (حصته) من المؤن التي توفرها الدولة، وكان (شناوه) الرجل الخمسيني هو دليل أبناء قريته للمدينة القريبة، حيث يتم التوزيع، وحين وصل إلى المكان المقصود، أمر مرافقيه من أبناء القرية، بالجلوس وإنتظار قراءة الأسماء، لكي يستلم كل منهم حصة عائلته بعد تقديم البطاقات، نادى المنادي على أهل القرية وأستلم الجميع حصصهم ولم ينادِ على (شناوه).. إعترض الرجل فقيل له لا يوجد لك إسم في قوائمنا! قدم مستمسكاته، لم يعترفْ بها أحد، حين ذاك وضع يده فوق رأسه، وردد إهزوجة .. (ماحينه إسمي من الدفتر)! ..
هل مسحوا أسمك من دفاترهم يا عراق؟.