المنبرالحر

الاعتراف بالفشل فضيلة / طه رشيد

رغم الحملة الاعلامية الكبيرة التي اطلقتها شبكة الاعلام العراقية من اجل دعم القوى الامنية من شرطة وجيش، ورغم «الهوسة» التي رافقت المؤتمر الناقص ( لم تدع اليه كل القوى السياسية وهذا هو اول مؤشر على فشله )، الذي جمع بعض القوى السياسية المتنفذة من اجل التوقيع على « وثيقة الشرف « التي لم تساهم لا بتجفيف منابع الارهاب، ولا بايقاف النزف العراقي. فقد استمرت الخروقات الامنية في اكثر من مكان في بغداد وفي اكثر من مدينة ، ونجحت القوى الارهابية في الضرب بحقد اكبر قبل وإثناء وبعد العيد وكاني بها تريد ان تقول « نحن هنا ونضرب اينما نشاء ومتى نشاء «.
لقد فشلت السياسة الامنية للحكومة على مستوى التكتيك وستفشل ستراتيجيا إن هي اصرت على انتهاج نفس السياسة، وسيكون عدد الضحايا اكبر والتذمر اكبر وعدم الثقة بما تقوم به سيتسع. والاخطر من هذا وذاك، هو الخشية من اتساع التذمر من العملية السياسية ومن جدوى التغيير الذي حصل بعد 2003، ومن تسرب الشك الى المواطن في «الديمقراطية»، والوصول لقناعة ترسخها الاحداث وتساندها قوى مشبوهة خارجية وداخلية ، بان « العراق العظيم « يحتاج الى « دكتاتور عظيم»! وذلك محض اكذوبة تشيعها تلك القوى للعودة بنا القهقرى الى نقطة الصفر .
الحل ليس صعبا اذا ما توفرت القناعة به وهو :
بناء القوات الامنية ( شرطة وجيش وكل ما يتعلق بتشكيلاتهما)على اساس الولاء للوطن ودون اعتماد الطائفية، ومحاربة قوى الارهاب امنيا، اذ انك لا تستطيع مقاتلة اشباح تتحرك في الظلام !
محاسبة المقصرين في المجال الامني محاسبة شديدة لا تدخل فيها الوساطات والعشيرة والطائفة.
محاسبة جميع المفسدين اداريا وماليا، وعدم الكيل بمكيالين.
اعادة الحياة للمزارع والمعامل والمصانع المعطلة للاستفادة من الطاقات الشبابية العاطلة، والكف عن الاعتماد على النفط (النقمة) في رسم كل سياساتنا.
تشكيل مجلس استشاري مستقل يضم خيرة الكفاءات، المشهود بنزاهتها وإمكاناتها الجيدة، من اجل مساعدة الحكومة في رسم مختلف سياساتها .
فتح حوار حقيقي بين كافة القوى السياسية الفاعلة في البلد والابتعاد عن سياسة التهميش الوصول الى رسم سياسة وطنية تهم الجميع وبمسؤولية الجميع .
اقرار مجموعة القوانين المهمة في اسرع وقت ممكن، ومنها قانون الاحزاب وقانون الانتخابات وفانون التقاعد وغيرها.
واخيراً وبالتلي اعتماد التنمية الحقيقية الشاملة .
لنعترف اننا فشلنا في اقناع اقرب المقربين، بنجاحنا في اهم مفصل في حياتنا جميعاً، وهو المفصل الامني.
والاعتراف بالفشل فضيلة !