مجتمع مدني

بيان التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم بمناسبة عيد المرأه العالمي ومرور 63 عاماً على تأسيس رابطة المرأة العراقية


في 1856 وبعد أن بلغ السيل الزبى من الظلم والجور والعسف خرجت آلآلاف من النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، لكن الشرطة نجحت في تفريق المتظاهرات بوحشية، ليتكرر المشهد ثانية في 8 آذار 1908، حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك تحت شعار "خبز وورود" للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع .. بعد مرور 69 عاماًعلى هذا الحدث وافقت الأمم المتحده في عام 1977 على جعل يوم في السنة، عيداً للمرأة، فأقرت الغالبيه من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على جعل الثامن من آذار من كل عام يوماً عالمياً للمرأة.
وفي عراقنا الجريح وبعد وثبة كانون 1948 تنادت مجموعة من النساء العراقيات لتأسيس منظمة تدافع عن حقوق المرأة العراقية وعن حقوق الطفل العراقي.. ففي خضم إنتفاضة آل أزيرج عام 1952 أجتمع بعض النسوة المناضلات، أمينه الرحال والدكتوره نزيهه الدليمي وبشرى عبد الجليل برتو وخانم زهدي والدكتوره سميره جبرائيل وأم موسى ورفيقاتهن، حيث أتخذن قرارهن التأريخي بتأسيس، رابطة الدفاع عن حقوق المرأه في العراق..
وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 لعبت رابطة الدفاع عن حقوق المرأة في العراق دوراً مهماً في الحفاظ على الثورة والنظام الجمهري، وقد عقدت الرابطة مؤتمرها العلني عام 1959 برعاية زعيم الثورة عبد الكريم قاسم وبحضور شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الذي أنشد رائعته (حييتهن بعيدهن) تثميناً لدور المرأة العراقيه ونضالها.. واتخذ المؤتمر قراراً بتغيير اسم الرابطه الى رابطة المرأة العراقية، ثم أستوزرت أول إمرأه في الشرق الأوسط وهي الدكتورة نزيهة الدليمي كوزيرة للبلديات.
وبعد انتكاست ثورة الرابع عشر من تموز وتسلط قطعان حزب البعث الفاشي وكلابه السائبة، عصابات الحرس اللاقومي، في الثامن من شباط الأسود 1963، سلط هؤلاء الوحوش جلّ غضبهم وحقدهم الأعمى على عضوات رابطة المرأه العراقيه، فدخلن السجون والمعتقلات العلنيه والسريه وساموهن أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
لقد تحملّت المرأه العراقيه أشد انواع التعذيب والأعدامات على أيدي البعثيين طيلة وجودهم في السلطه وأرتقين أعواد المشانق اسوة بأخيهن الرجل .. كما شاركن في الدفاع عن الوطن كنصيرات وحملن السلاح بيد والعمل وتربية الأطفال بيد أخرى، ورفضن كل أشكال الظلم والمهانة بعد السقوط، حيث ساءت أوضاعهـا وتراكمت متاعبهـا بعد فقدهـا الزوج والحبيب والأب والأخ في مختلف الحروب السابقة واللاحقة، وفقدان الأمن والأمان ودخول عصابات الأرهاب بشتى أنواعه إلى العراق، ليشهد بلدنا العزيز ولأول مرة في تاريخه الملايين من الأرامل والأيتام دون معين .. وما يزيد الطين بلة عدم الاستقرار السياسي الذي سببه نظام المحاصصة الطائفية صنيعة الاحتلال الامريكي ..
كلنـا ثقة بدور المرأة الكبير وقدرتها على تحمل مسؤولية اعادة اعمار البلد يداً بيد مع الرجل، والتخلص من مظاهر التفرقة ولاي سبب كان، ومكافحة الفساد الاداري والمالي، وتثبيت حقوق المرأة العادلة في الحياة والعمل ..
نحن في التيار الديمقراطي العراقي نقف اجلالاً للمرأة العراقية في عيدها، ونعاهدها أننا سنكون في خندق واحد معها لتحقيق كامل حقوقها العادلة وتطبيق المبادئ العالمية لحقوق الانسان.
كما نتضامن مع جميع الأمهات اللائي فقدن أعزائهن في مذابح على يد الارهابيين الداعشيين ومن لف لفهم ..
سلامـاً للمرأة العراقية في نضالهـا وتضحياتهـا الجسام على مر العصور.
وسلاماً لشهيدات رابطة ألمرأه ألعراقيه وشهيدات وشهداء شعبنا العراقي ألجريح
تحية أجلال واكبار لكل ألنساء المناضلات في العالم
تحية اجلال واكبار لكافة عضوات رابطة المرأة ألعراقية في عيدهن يوم الثامن من آذار
تحية اجلال واكبار لذكرى تأسيس رابطة المرأة العراقية.
التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
7 آذار 2015م