مجتمع مدني

العراقية النازحة واقع مرير / آرينا قاسم

التحدث عن تاريخ المرأة «الانسان» لم يعد اداة نافعة قد يستخدمها البعض كمحاولة لتجميل او تخفيف واقع المرأة العراقية المخيف، او البذخ الفارغ في استخدام كلمات الحب والثناء والتقدير التي قد تصل لحد الاجلال بالمرأة ، احتفاءاً بعيدها فهم في هذا اليوم يعلنون عن تفهمهم لها ومناصرتها بشفافية مطلقة الا ان الواقع يعكس شيئاً مغايرا في التعامل مع هذا الكائن في المجتمع..ابتداءا بمعاناتها كنازحة في هذا الوطن . والتقيت اليوم بعدد من النساء النازحات اللاتي نزحن من ناحيتي جلولاء والسعدية، ومن قضاء المقدادية في محافظة ديالى بعد تعرض هذه المناطق لاعتداء الجماعات الارهابية مما اضطرهن الواقع الى ترك مناطقهن والتوجه الى مناطق اكثر اماناً.
سمية احمد
تبلغ من العمر36 عاماً، زوجة وام لأربعة اولاد، النازحة من ناحية جلولاء والتي تسكن هي وعائلتها الان في بيت متداع بأحدى مناطق محافظة ديالى، تحدثت عن صعوبة التأقلم بما فرضه عليها الواقع حيث انها قبل النزوح اساساً كانت تعيش حياة صعبة حيث يعمل زوجها عاملاً بأجور يومية وهي تعمل خياطة لتساعده في توفير احتياجات الحياة الكثيرة، مما دفعهم الامر الآن الى ان يكونوا في حالة عوز شديدة لابسط ضرورات العيش، مشيرة الى انها قد بحثت كثيرا عن عمل داخل المحافظة يلائم وضعها كامرأة الا انها عجزت في النهاية عن ايجاد عمل بعد عجر زوجها ايضا، واخيراً سألتها بماذا تناشد الحكومة، اجابتني بأنها حكومة لا تعرف معنى مناشدة وحاجة الفقراء لها ولذلك لن اناشدهم بشيء.
الشابة بهيجة رمح عبد الرب
تبلغ من العمر 24 عاماً، نزحت من ناحية السعدية هي وزوجها المعاق بأحدى قدميه، فقد اضطرت ان تعمل خبازة نتيجة لفقدانهم لكل ما يملكون، وتحدثت عن حاجتها لرعاية ومتابعة صحية كونها حاملا بالشهر السابع، اضافة الى ما يحتاجه زوجها من اودوية ورعاية، وتقول بهيجة ان المأساة تكمن في النظرة الاجتماعية للنازح اذ يبقى غريبا وتسمع بأذنيها يوميا كيف ان الناس ينادونها بـ «النازحة» على الرغم من كونها عراقية وتتابع: اغلبهم لديهم نظرة دونية الى المرأة النازحة التي لا تفتقد الى معيل، واخيرا قالت بأنها سعيدة بأن هناك من يحاول نشر معاناتها كامرأة نازحة .
رجاء تحسين عبد الحسين
تبلغ من العمر 30 عاما ، بات خيار العودة بالنسبة لها كنازحة غير ممكن ، بعدما فقدت زوجها بأحدى الاعتداءات الارهابية التي حصلت مؤخرا في قضاء المقدادية ونزحت واقامت في معسكر سعد للنازحين. ومتحدثة عن معاناتها كون لديها 6 اولاد صغار ومعاناتها من امراض مزمنة واحتياجاتها الكثيرة هي واولادها للملابس والمواد الغذائية. واضافت متألمة ان في بعض الاحيان ينظر الرجال اليّ نظرة دونية شهوانية لعدم تصورهم الاسباب القاهرة التي جعلت المرأة تهاجر لوحدها من مكان سكنها الى مكان اخر جديد، فهم غير مدركين قساوة الظروف التي اجبرتني على ذلك .
النازحة ام احمد
تبلغ من العمر 50 عاماً، من ناحية جلولاء وتسكن حالياً في احدى كرفانات معكسر سعد للنازحين وتعاني من ضيق مكان اقامتهم لكونها تمتلك عائلة كبيرة تتكون من 12 فرداً، مشيرة الى انهم قد فقدوا بيتهم نتيجة العمليات العسكرية في الناحية مما اصبح من الصعوبة عودتهم حتى بعد تحسن الوضع نسبيا ، مطالبة الحكومة ان توجه اهتماماً لمن فقدوا بيوتهم وماذا سيكون مصيرهم؟