فضاءات

"الديمقراطية وخيارنا الاشتراكي" في الحلة / سلوان الاغا

نظمت لجنة الشهيد حسن رفيق الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، الجمعة الماضية، على قاعتها وسط مدينة الحلة، محاضرة بعنوان "الديمقراطية وخيارنا الاشتراكي" قدمها الرفيق ماجد أبو خمرة، وأدارها الرفيق شاكر عوض، وحضرها جمع من الشيوعيين واصدقائهم والعديد من الناشطين المدنيين والمواطنين الآخرين.
قدم أبو خمرة في معرض حديثه تعريفا للديمقراطية كمصطلح، مشيرا إلى انها تطبيق وممارسة، وقال: "ان مجتمعات كثيرة مارست الديمقراطية وطبقتها، غير إن نجاح التطبيق يأتي بحسب واقع البلد، ويعتمد على درجة وعي الشعب". وتابع قائلا: "ان الديمقراطية في المجتمعات ذات المكونات القليلة والمتجانسة تكون افضل من حيث التطبيق، لكن الموضوع قد يختلف مع اختلاف نسيج المجتمع او تنوعه. ففي العراق نجد تنوعا في القوميات والديانات والمذاهب، وأصبحت فيه الديمقراطية مصدرا للخلاف أحيانا، إذ عمد البعض على إبراز هويته الفرعية على حساب الهوية الوطنية، وتجده يعمل من أجل استحصال اكثر مكاسب على حساب الاخرين".
وتحدث أبو خمرة عن العلاقة بين الديمقراطية والحرية، موضحا انه متى ما توفر مقدار كاف من الحرية، تولدت ديمقراطية حقيقية، مضيفا: "ان الحرية لا تعني فقط حرية التصويت للمرشحين وللقوائم الانتخابية، وإنما حرية الانعتاق من تسلطات الهويات الفرعية في داخل البلد، واتخاذ القرار المعتمد على الذات الخالصة لمصلحة البلد ومصيره، وبغير ذلك تنتج ديمقراطية مشوهة، ويصبح ممثلو الشعب بعيدين عن حاجات الناس وهمومهم".
ولفت أبو خمرة إلى انه "رغم ما يواجهه العراق من عقبات أمام تحولاته نحو الديمقراطية، الا اننا لا نجد سبيلا افضل ولا اصدق من التمسك بالديمقراطية كآلية ونهج وسلوك وتصرفات، لكي نحقق الهدف المنشود. فنحن كشيوعيين ايماننا وثيق بنظام اشتراكي كسبيل ناجع لتطبيق ديمقراطية صحيحة متعافية تلبي متطلبات المجتمع، وتحسن من اوضاعه، وإن ذلك الأمر يتحقق عبر الجماهير. فعلى مر العصور نجد التغيرات والتحولات والتطورات المجتمعية نتاج الحراك الجماهيري، وليس نتاج إصلاحات السلطة وحسب".
وعلى هامش المحاضرة قدم عدد من الحضور مداخلات وطرح أسئلة أجاب عنها المحاضر بصورة مسهبة.