فضاءات

رفيقنا العزيز دلمان.. يا صافي القلب وداعاً / سلام فواز العبيدي

عصر الخميس 9/4/2015 كان منشغلاً باعداد قطعة ارضه ليزرعها بشتلات اختارها على هواه لتأتي بالزينة والثمر، وحيداً كان يتحرك متنقلاً يغرس شتلة تلو الاخرى ليس في خلده ان نوبة تحوم حول قلبه، وان كان قد عانى من تهديداتها في فترات ماضية لكنها هذه المرة كانت جادة وغادرة انفردت به لوحده فما كان منه سوى ان يستلقي جانباً واضعاً يده على راحة قلبه، كانت هذه لحظات الرحيل الابدي، بعد حين استغربت العائلة والاصدقاء طول غيابه فسارعت للمكان المعلوم واذا بالحادث الجلل قد طال المناضل سيد محمد سيد احمد سيد صالح ئاميدي(دلمان)، انتشر الخبر وبدأت التحركات ?لعاجلة لمحاولة ايصاله للطوارئ لكن دون جدوى، وتبين انه قد مرت على النفس الاخير زهاء الثلاث ساعات حسب تأكيد طبيب الاختصاص هكذا استسلمت مساعي العائلة والاقارب لامر الواقع واستلهموا الصبر وتجرعوا جذوة المرارة والاستعداد لمراسيم التشييع المهيب. حتى الصباح كان رفاق محلية دهوك للحزب الشيوعي الكوردستاني قد اكملوا المطلوب وعند الفجر توافدت الجموع الى المكان المحدد، فقد جاءت وفود من قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني في اربيل وكوادره القيادية ومن منظمات سهل الموصل، ومن زاخو وبامرني وسرسنك ودهوك ومعظم القرى، اما جماهير ?لعمادية فقد نهضت عن بكرة ابيها حباً وتقديراً لابنها البار (دلمان ئاميدي) تدافع الحشد بمواراة جثمانه الثرى واقامة مراسيم الدفن وألقيت كلمة المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني، وكانت مؤثرة تناولت سيرة حياة الرفيق دلمان وعائلته والتضحيات المثابرة، الرفيق دلمان مواليد 1955 كانت مهنته الاساسية معلماً اول الامر ثم اخذته نسائم الافكار اليسارية حتى استقرت قناعته وارتبط بالحزب الشيوعي في ثمانينات القرن الماضي، بعدها التحق بحركة الانصار الشيوعيين سنة 1982 وعمل في السرية الخامسة محور العمادية مسقط رأسه. كان نشطا? في مجال الاعلام واقامة الندوات الجماهيرية، عند حملات الانفال السيئة الصيت سنة 1988 دفعت الظروف بكامل العائلة الى مخيم ماردين التركي. كان انذاك المرحوم والده سيد احمد سيد صالح ذلك الشيخ الوقور ووالدته المرحومة فاطمة تلك الام الرؤوم واخوته سعيد ونورالدين الذي استشهد ليلة 9/8/1989 عند نقطة العبور بين تركيا وسوريا من جراء رماية الجندرمة الاتراك. بعد انتفاضة آذار 1991 عادت العائلة الى العمادية ثم الى دهوك وعمل الرفيق دلمان سكرتيراً لمحلية دهوك للحزب الشيوعي الكوردستاني ثم عضو المكتب السياسي في اللجنة المركزية ?لحزب الشيوعي العراقي وانتخب عضواً في برلمان كوردستان واخر مهماته حتى وفاته كان سكرتيراً للرقابة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني. ترك زوجته التي تواصلت معه على مدى حياته يتبادلان الود والتفاهم ولهما ولدان مالك وهوسنك ويدعى تحبباً حمو وابنتان. من صفات الفقيد الراحل انه كان هادئ الطبع لا يحمل حقداً شخصياً على احد مخلصاً للحزب ولا يرفض اية مهمة يكلف بها رغم متاعبها يمقت تعاطي الواسطة. كتب العديد من الموضوعات السياسية والفكرية ونشر العديد منها وله مساهمات في مجلة الفكر الجديد(ثيريَ نويَ) يحترم المواعيد ولا ي?تبها على الورق، وفاته كانت صدمة للرفاق والاصدقاء وجماهير المنطقة واقيمت له مراسيم تعزية في العمادية ودهوك واربيل وبغداد مع تغطية اعلامية واسعة في وسائل اعلام كوردستان وبغداد، كان مولعاً بانتقاء الورد النادر لتزدان به حديقة بيته، لتفخر العمادية بابنها ذي السمعة الرفيعة وعائلته الابية المتلاحمة.
لك المجد ايها الرفيق العزيز ابو مالك دلمان ئاميدي.