فضاءات

مذكرات صحفي، الرسالة الرابعة / حمدي العاني

خرجت من السجن الى منفى بترا لقضاء مدة الأبعاد والبالغة سنه كامله كان مكاننا بدره الجديد ة , نسكن في مجمع مكون من عشرة دور سكنية متلاصقة الواحدة بالأخرى ومحاطة بسياج من الجانب الأيمن والأيسر وكل دار يسكن فيه 12 مناضلا .
نجلس في الساعة الثامنة مساءا في دار رفيقنا الراحل الشهيد الفذ عادل سليم لنستمع لأذاعة راديو موسكو والتعليق السياسي اليومي المكرس عن المنطقة العربية وبالأخص العراق وعلى ضوء ذلك ومن أجل الأفادة قررت اللجنة الحزبية تشكيل لجنة لأعداد النشرة الأخبارية من خضير عباس (ابو ماجد) رئيسا وعضوية كل من عبدالأمير عباس (أبو شلال) وأنا (حمدي العاني ) .
وكان يجلس لنقل التعليق السياسي والأخبار خمسة رفاق أذكر منهم علي محمود وفرج محمود وعادل سليم وعاصم الحيدري يصغيان للتعليق وكل رفيق من أعضاء اللجنه يكتب جملة والى نهاية التعليق ثم نبدأ بالتجميع ليكتمل التعليق السياسي ننقل هذه المعلومات كنشرة خاصة أعلقها على لوحة موجودة في البيت السادس يوميا ويستغرق من الساعة الثامنة مساءا الى الساعة الثالثة صباحا دعت اللجنة الى مباراة صحفية لأحسن مقال يكتب في هذه اللوحة أشترك في هذه الحملة التنافسية 36 رفيقا وكانت النتيجة بقاء خمس مقالات للنشر فكان الأول الرفيق الراحل عمر أ?ياس ولا أتذكر الثاني والثالث وكان الرابع محمد عبدالكريم من أهالي النجف الأشرف والخامس أنا (حمدي العاني ) وكان عنوان مقالتي (الشعوب تواصل النضال)
زيننا اللوحة بأنواع مختلفه من ألوان الأقلام الأحمر الأسود والأزرق والأصفر وديكور خاص لكل مقال , كما أصدر المبعدون مجلة الشفق في الشهر آذار من عام 1957 كانت مجلة جامعة أدبية شعرية سياسية كتب الكثيرون من المبعدين السياسيين كالدكتور كاظم حبيب وماجد عبد الرضا وحسن عوينة وغيرهم .
صادف ان يسقط الحائط الأيمن (من المجمع السكني ) من جراء عاصفة شديدة الرياح لتفتح ثغرة كبيرة في هذا الجدار فأستغل رجال الأمن هذه الثغرة فهاجموا الدور ليلا وخاصة المكتبة وحصلوا على كافة المبرزات المكتوبة باليد وخاصة مجلة الشفق فأحيل الى المحاكم كل من كتب مقالة او بحثا اقتصاديا او شعرا او نثرا حتى الذي كتب بيده هذه المقالات وحكم على الكثير منهم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر.
هذه هي ذكرياتي بأختصار عن السجن والأبعاد وعن صحيفة الحزب وملحقاتها الى القراء.