فضاءات

عن واقعنا الرياضي المؤلم! / حسين الذكر

منذ 2003 والى اليوم نسمع كثيرا عن قوننة ومأسسة العمل الرياضي في عراقنا الجديد، وقد دخلنا في عقم مواد قانونية متعددة الجوانب وعمرها يمتد لسنوات طويلة، عدها البعض لا تتناسب مع العهد الجديد، وبرغم كل ما قيل ويقال عن تشكيل لجان واصدار تعليمات ( وجيب وتعال ) الا ان العملية برمتها، لم تغير من الوضع شيئاً، فالامور تسير من سيء الى اسوء من ناحية تدني المنشئات وتوقف العمل بما كنا نبني امال عليه، فيما الحصار مستمر على بلدنا من قبل المؤسسات الدولية، والهيمنة واضحة على بعض الاندية والمؤسسات ، التي تخضع لسيطرة البعض منذ سنوات دون ان يكون هنالك امل بالتغيير ، الذي اصبح شبه مستحيل كما يتردد على لسان البعض هنا وهناك - مع اني اختلف بالراي معهم - ، فضلا عن سلطانية بعض المؤسسات ، المدارة بطريقة المملكة الخاصة ، التي ليس لها علاقة بالدولة والمؤسسات الحكومية ، الا من ناحية حلب الاموال ، وغير ذلك الكثير الكثير، مما يثير الاشمئزاز ويصل الاجواء الى حد اليأس، لا سامح الله.
سمعت احدهم يقول وهو اقرب للصواب في ذلك: (الكثير من الجمهور والرياضيين المهمشين ووسائل الاعلام وكذا اغلب اعضاء الهيئات العامة مسلوبة الارادة والصلاحية ، يتحدثون عن الانتخابات والقوانين والتعليمات، ولا يهم منها المواد ( كذا وكذا ) ولا القانون (كذا وكذا) ، فتلك مسالة تخص اهل القانون وتفسيره ، جل ما يهمهم ،امل التغيير في الانتخابات المقبلة والتخلص من بعض المهيمنين والمتسلطين، فان لم تحققها القوانين والتعليمات، فلا خير باي جديد منها ). لربما الحديث اعلاه ، يحمل مضامين عدة من الصواب وبعضها يدعو الى الحزن ، لما بلغه حال مؤسساتنا ورياضيينا ، في ظل هيئات بنت جدران كونكريتية حديدية حول مناصبها، لا يستطيع احد ان يقول لها ( ثلث الثلاثة كم ). هنا رأي اخر لاحد الزملاء ، حينما كنا نستمع لكلمة الاستاذ عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة المحترم ، خلال مؤتمر اعلن فيه عن أصدار تعليمات انتخابية جديدة ، وقد تحدث بشيء من الواقعية المنسجمة مع الوضع العراقي العام ، مثنيا على كل الجهود التي عملت بصمت وجد ، لبلورة التعليمات بشكلها الاخير ، كحد اقصى ممكن التعاطي فيه مع الوضع الراهن ..
اثناء كلمة الاستاذ عبطان المتفائلة دوما بالحاضر والمستقبل، مع شظف الميزانية، همهم احدهم خلفي ( هذا الكلام وين وسلاطين الاندية وين )، وقد اضاف السيد الوزير - وكانه سمع او فهم ما يريد البعض، فقال: ( يقول الامام الصادق عليه السلام ( تفكر ساعة افضل من عبادة سنة )، وهي كلمة رائعة اصاب باحضارها السيد عبطان ومعبرة بصدق عن واقع ، قد لا نستطيع التغيير فيه دون ابتكار وسائل جديدة تتماشى مع الظرف ، والتعليمات الجديدة ، لم تستهدف العداء او القطيعة مع احد ، كما ان تحديد الولايتين ، ربما تحدث حركة ومنها بركة ، على مستوى التغيير الايجابي ، الذي قد يعزز التحذير وروح التطوير والتعاون مع الهيئات العامة ، بما يحد من سلبيات الماضي وان جاء ذلك رويدا رويدا .. وهنا عز الطلب وتحقيق الهدف الذي نسعى اليه جميعا بضرورة التغيير الايجابي بالعقلية والسلوك وليس بالضرورة ان يكون تغييرا شخصيا او اسميا .. مع الود الاحترام لجميع قطاعنا الرياضي الذي نسأل الله لهم فيه التوفيق..