فضاءات

النصير المهندس سلام النعماني بين تحديات الامس وابداعات اليوم

أقام ملتقى الانصار- البيشمركة في هولندا يوم السبت المصادف 16-04-2016 في مدينة لاهاي ندوة متميزة ،علمية مهنية هندسية تدور حول الأبداع والتحديث في عالم بناء الجسور في هولندا.
حيث أستضافت النصير المهندس سلام النعماني مستشار القسم الهندسي في بلدية مدينة ݕرميريند للإطلاع على انجازاته الكبيرة المبتكرة في هذا المجال.
قامت المهندسة اسحار الحيدري بتقديم السيرة الذاتية للمهندس النصير سلام النعماني بأسلوبها السردي الجميل مشيرة لبعض المواقف والصدف التي لعبت دورا كبيرا بل وغيرت من مجرى حياة الضيف منذ صباه .، وكذلك عن نضاله السياسي والعلمي وأصراره على تحقيق ذاته في الظروف القاسية التي مر بها في ايام الدراسة الثانوية إلى مرحلة البيشمركة في جبال كوردستان و مقارعة الدكتاتورية البائدة، ثم أنتقاله إلى روسيا ليتفوق في الحصول على شهادة الماجستير في هندسة الجسور والانفاق، ثم جاء التغيير الذي حول الاتحاد السوفيتي إلى دويلات واضطرار النعماني الانتقال إلى هولندا وبدأ مرحلة جديدة من المعاناة والتحديات الكبيرة في مجتمع صعب أختراقه واثبات الذات فيه ، ليبدأ المشوار من الصفر في معادلة الشهادة ثم الحصول على عمل يلائم طموحه واحلامه حتى تمكن من تحقيق النجاح ولكن الطموحات مستمرة والارادة أصلب في تحقيق المزيد.
هكذا هو سلام بين الامس واليوم ... من حمل السلاح لمحاربة السفاح في جبال الارض وسهولها هناك في الوطن واليوم يحمل العلم والقلم في هولندا ليمحي الالام ويصنع جسر الامل متحديا اهات الامس ---- سلام النعماني تخطى المالوف وغض النظر عن الاسمنت والحديد والخشب وفكر مع الهولنديين منافسا لطاقاتهم كيف يبني في بلده الثاني جسور حلم بها وراودته في ايام الانصار وهو يعبر نهر الخابور او الزاب بسلك مشدود او حبال مهترية او قارب بلا شراع ومن الحلم يصنع النعماني المستطاع بل يتحدى الطبيعة متحدثا عن ابتكاراته (جسور الالياف الزجاجية المخلوطة مع الالياف البلاستيكية Kunststof Composiet Bruggen ).
وبدا المهندس النصير سلام النعماني بادارة دفة الندوة بوجهه البشوش والابتسامة التي لا تفارق ثغره رغم المصاعب والتحديات التي يعيشها، ليبدأ حديثه قائلا استغرب من هذا الحضور الكبير في محاضرة مهنية... انا سعيد بوجودكم ولكني في حيرة من امري ... سابدا بالتكلم عن تاريخ هولندا الجغرافي وأهمية المياه وتأثيرها في سياستها والتي تعتبر السلطة الثالثة المستقلة الحاكمة في البلاد أسوة بالبرلمان ومجلس الشيوخ الهولندي، وكيف تخصص الدول المتقدمة ما يقارب 14% من ميزانيتها في صيانة وديمومة البنى التحتية. لينعطف في سرده بفلم قصير عن نشوء الجسور في الدول المتاخرة وبصورة بدائية و المصنوعة يدويا من الحبال وغيرها ، ثم واصل الحديث عن صناعة الجسور الكونكريتية وتوقف عند صورة قديمة عرضت على الشاشة تمثل تحدي المهندسين سابقا ،حيث يقف المهندس المصمم والمنفذ تحت الجسر المنجز لتسير عليه قاطرات ثقيلة الوزن فيعبر صمودها عن نجاح التصميم وتفوق التنفيذ.
ثم تحدث عن آخر ما وصل إليه التطور في أستخدام مادة البلاستك و الالياف الزجاجية في صناعة الجسور وكيف تمكن المهندس سلام باصراره ومتابعته العلمية الجريئة من اقناع أصحاب القرار في بلديته بتصميم وأنشاء وتنفيذ عدة جسور بلاستيكية بدلا من الكونكريت والحديد وبتكاليف زهيدة ووقت قياسي لايتجاوز الاربعة ايام. ومن مميزات هذه الجسور أنها سهلة الصنع، خفيفة الوزن، سهلة التنفيذ وتلائم كافة انواع التربة والمناخ ومضمونة لسنوات عديدة دون الحاجة إلى صيانة، فهي جسور المستقبل. حيث حظي بتكريم وتثمين من بلديته عن هذه الانجازات وجهوده في أختزال الوقت والكلفة ومما زاد من انجاز عدد اكبر من الجسور بأقل من التخصيصات المقررة في الميزانية.
شارك الحضور ومجموعة من المختصين في مجال الهندسة بطرح أسئلة واستفسارات لأغناء الندوة، اجاب المهندس النعماني عليها بأسلوب جميل زاد من أستمتاع الحضور والاستفادة من تفاصيل علمية مشوقة.
وفي الختام تحدث النصير أبو احمد – عضو الهيئة الأدارية للملتقى- عن حياة ونشاط وخلق النصيرسلام في فترة النضال الوطني في الجبل، مشيدا بشجاعته وقوة إرادته. وقدم له شهادة تكريم الملتقى تثمينا لجهوده النضالية في صفوف الانصار الشيوعيين العراقيين ومآثرهم البطولية .مع باقة ورد.
أستمتع الحضور الكريم بهذه الندوة لكونها ذات فائدة ومتعة، وشكر الجميع ملتقى الانصار على هذه المبادرة النوعية في تعريف و تثمين المبدعين من أنصارها.