فضاءات

في الذكرى الثامنة لاستشهاده : كامل شياع نابض في وجدان الثقافة العراقية

 تضامن عبد المحسن
قال وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، ان "كامل شياع صاحب مشروع ثقافي تقدمي، هو مشروع المثقفين الديمقراطيين الطامحين إلى إقامة عراق عصري"، وطالب بملاحقة ومعاقبة من هدروا دم شياع ظلما، مشددا في قوله: "سنبقى نصون ذكرى كامل شياع بالعودة إلى مشروعه الثقافي والعمل على إحيائه وتحويله إلى واقع".
جاء ذلك في حفل أقامته دار الثقافة والنشر الكردية، صباح الخميس الماضي، في مناسبة الذكرى الثامنة لرحيل شهيد الثقافة العراقية كامل شياع.
الحفل الذي احتضنته قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد – ساحة الأندلس، والذي أقيم تحت شعار "في ذكرى رحيله.. كامل شياع بين المشروع الثقافي والكاتم الظلامي" افتتحه وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومدير عام الدار فوزي الاتروشي، بكلمة قال فيها: "ان كامل شياع مثقف استثنائي متمرد تغييري جاء في زمن التخاذل والطائفية الدينية والمناطقية، لكنه لم ينتم إلا للعراق، واختار ان يمتد فكره أفقيا على مستوى الوطن بكل تضاريسه، بعيدا عن أي انتماء حزبي أو مناطقي"، متابعا قوله: "ان اغتياله هو اغتيال المشروع الثقافي المعاصر".
وتناول الرفيق مفيد الجزائري في كلمته، عمله المشترك بعد عام 2003 كوزير للثقافة، مع كامل شياع كمدير لدائرة العلاقات الثقافية العامة أولا، ومن ثم كمستشار ثقافي في الوزارة، مسلطا الضوء على الجهود التي بذلها هو والفقيد، وما كشفت عنه من رؤى متماثلة بينهما في ما يتعلق بمستقبل وزارة الثقافة.
وتناول الرفيق الجزائري مشروع النهضة الثقافية الذي اطلقته الوزارة من خلال مشاركة المثقفين انفسهم، ومنتجي الثقافة بنحو خاص. "فكان تحقيق ذلك من خلال المؤتمر الاول للمثقفين العراقيين الذي ساهم فيه ما يزيد على خمسمائة من المثقفين العراقيين في الداخل والخارج، والذي رسم السكة التي يتوجب السير عليها في مجال الثقافة".
تحدث بعد ذلك الكاتب رضا الظاهر عن كامل شياع كصديق مقرب، مبتدئا حديثه بأبيات شعرية للشاعر عبد الكريم كاصد يرثي فيها الفقيد، ثم تطرق إلى احاديث الهم الثقافي التي كانت تجري بينهما، والمشاريع الثقافية التي كانا يحلمان في تحقيقها، قبل أن تغتاله رصاصة الكاتم الظلامي.
وتناول الظاهر بعض ما كتبه الشهيد شياع في مقال له عنوانه "عودة من المنفى" باعتباره نموذجا في الكتابة الابداعية من حيث المنهجية الفكرية والفنية، موضحا ان شياع عرف قاتله عندما قال في مقاله هذا "اعلم انني قد اكون هدفا لقتلة لا اعرفهم ولا اظنهم يبغون ثأرا شخصيا مني، واعلم انني اخشى بغريزتي الانسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة الشنيعة التي تأتي بها".
وكانت لمدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح حسن شاكر، مداخلة قال فيها: "اذا اردنا التكلم عن رمزٍ للظلامية، فأن الرمزية في اغتيال المفكر كامل شياع، ذلك الرجل الوديع الراهب بما يحمل من اخلاقيات سامية ومشاريع تنويرية، لا يمكن ان تمثل تهديدا لأي جهة، بل على العكس، فما وصلنا اليه اليوم، كان بسبب تصفية هذه الشخصيات وهذه العقول، فهو وطني بطروحاته وبأفكاره وبمشروعه الثقافي".
فيما قدم الشاعر طارق حسين مداخلة أشار فيها إلى ان "الذي أراد لك الموت، مات قبلك، ولم يعد له أثر يذكر، أما أنت.. ستبقى حيا بيننا، وها نحن نحتفي بك".
هذا وتخلل الحفل الذي حضره جمع من المثقفين ومن اصدقاء الشهيد شياع، معرض فوتوغرافي للمصور أنور فرحان، ومعزوفات موسيقية تراثية قدمتها فرقة من وزارة الثقافة بقيادة أحمد سليم.