في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني من كل عام تمر علينا الذكرى السنوية لرحيل أخي النصير سلام عبد الرزاق صكر الحيدر (د. أبو تانيـا)، ففي هذا اليوم غيب القدر عنا شخصية مناضلة عرفت بالعطاء ونكران الذات، وكان يوم رحيله المفاجئ صدمة كبيرة لأهله ولرفاقه. عزيزنا سلام في هذا اليوم نتذكر رحيلك المفاجئ، رحلت بغفلة وبهدوء وأنتَ في قمة عطائك، لقد سجلت أروع قصص التضحية والفداء، ثلاث عشرة سنة قد مرت وكأنك بيننا، بحثنا فلم نجد من يملأ مكانك فقد اعتدنا وجودك بيننا، وهذا هو قدر المناضلين الذين يملأون الدنيا بتضحياتهم وحين يخلدون الى الموت ينفذون الى سويداء القلوب ولا يأخذون معهم سوى المحبة والمهابة، لقد كنت الأخ والرفيق والصديق والنصير المناضل وبذلك تشهد لك الأيام وكل من عرفك وعاش معك.

فعندما حانت المواجهة لبيت النداء وتوجهت مع رفاقك حاملا" مبادئك السامية إلى جبال كردستان حيث تغنى باسمك كل من عرفك هناك من الرفاق والأصدقاء، فكنت مقاتلا" شجاعا" وطبيبا" جوالا" تجوب مواقع الأنصار وقرى كردستان حاملا" البندقية بيد وحقيبة الأدوية باليد الأخرى لتقدم العلاج لرفاقك المقاتلين والفقراء من أبناء الشعب الكردي، يتذكرك رفاقك في موسكو واليمن الديمقراطية ومحطة أبو حربي وأنصار قاطع بهدينان وفصائل سبيكا وسبندارة ودراو وارموش ولولان ومعركة بشت آشان وجبل قنديل وفصيل الأعلام المركزي وبقية المواقع الأنصارية التي عملت فيها.

فقد كنت واحدا" من الأنصار الأبطال الذين رهنوا أرواحهم من أجل أن تعلوا رايات الحرية والعدالة والنضال على سفوح جبال كردستان لمواجهة الدكتاتورية الفاشية بكل جبروتها وقوتها، وكنت أهلا" لها، نصيرا" شيوعيا" شجاعا" متفانيا" ويشهد بذلك كل رفاقك

. في ذكراك هذه كلنا شوق للجلوس معك بعد كل هذه السنين لنعيد الذكريات الحلوة وما عانيت طوال حياتك، إن أخلاقك ومآثرك ستبقى قدوة للجميع وسنحافظ على ذكراك العطرة، لقد تركت فراغا" لا يعوض، لقد رحلت ولكنك لم تغب عن فكرنا وقلوبنا وما زلت معنا في كل جلسة نقاش ونعاهدك بأننا سنسير على نفس القيم الذي سرت عليها وستكون حاضرا" معنا في كل خطوة نخطوها.

لن نبكيك يا سلام ولن نقول وداعا" بالرغم من رحيلك عنا، فأنت باق خالدا" في قلوبنا، فأنت معنا في كل مناسبة لأنك كنت أكثر من أخ" وصديق" ورفيق"، فذات يوم سنلتقي حتما" ونعيد الذكريات التي لم تكتمل

.. . نم قرير العين عزيزنا سلام جنب أخيك الشهيد نافع عبد الرزاق صكر الحيدر وأبناء أعمامك الشهيد ستار خضير صكر الحيدر والشهيد النصير هيثم ناصر صكر الحيدر( عايد ) وابن خالتك الشهيد سمير جبار حامي وجميع رفاقك الخالدين، ونحن على العهد فسيظل النهر أمينا" لمجراه، وسنبقى أوفياء لذكراك الطيبة وتحية لروحك الطاهرة ولذكراك الخالدة

.الخلود لك يا أبا تانيـا، ولجميع شهداء الحزب الشيوعي العراقي الذين جادوا بأرواحهم من أجل رفعة وعز الوطن وقدموا أنفسهم قرابين من أجل الوطن السعيد، فلكل هؤلاء الذين رحلوا عنا ورودا" حمراء وطيب ذكراهم وعظمة الاجلال لتضحياتهم.