من مدينة الابداع والثقافة.. الناصرية التي أنجبت أجيالا كثيرة رفدت بها ساحات الثقافة والفن .. المدينة التي تمتد جذورها الى آلاف السنين بعراقتها وأصالتها وحضارتها السومرية .. التقينا فنانا مسرحيا ولد من رحم هذه المدينة المبدعة .. شارك في العديد من الاعمال المسرحية التي احرزت الجوائز الأولى في المهرجانات المحلية .. بدأ حياته الفنية في مراحل الدراسة الابتدائية وطور موهبته بالتحاقه بمعهد الفنون الجميلة اذ اكمل دراسته هناك واختص في المسرح .. عمل معلما لدرس الفنية في احد مدارس المدينة وشغل منصب نائب رئيس نقابة الفنانين في محافظة ذي قار لدورتين متتاليتين، شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية العراقية كان اخرها "سفينه سومر".. كان وما زال وسيبقى هاجسه الاول المسرح.. انه الفنان المسرحي زكي عطا العزاوي..

 متى بدأت خطواتك المسرحية الأولى ؟

 بدأت خطواتي المسرحية الأولى منذ نعومة أظفاري، اذ كنت مبهورا وانا في رياض الاطفال، اذ صمم الفنان محسن العزاوي وجواد الهاشمي خشبة مسرح رياض الأطفال التي أصبحت الآن مسرحا وحيدا لكل من يقدم عطاءه الإبداعي، وكانت وقفتي الطفولية التأملية تبعث الاشتياق لهذا العالم وقد كانت ثمرة هذا الاشتياق أن اكون بطل أوبريت الطفولة عام 1960

 من الفنان الذي عرف طاقاتك المسرحية ؟

 الفنان الذي اختارني وانا التلميذ الخجول الذي يخاف المواجهة هو الراحل عدنان عبد الصاحب في مسرحية شجرة الزيتون عام 1971 وكنا حينها تلامذة نحب أن نفكر كيف تكون أفكارنا.

 ماذا قدم المسرح لزكي العزاوي ؟

 قدم لي المسرح الكثير فمن خلاله تعرفت على الثقافة الماركسية حين اختارني الراحل حازم ناجي بأن أقف مع كبار رجال الثقافة والإبداع في مسرحيه المسيح يصلب من جديد اذ تعرفت على المادية الديالكتيكية وداود امين ومالك يوسف وكاظم إبراهيم وكريم حيال ومن خلالهم أيقنت ان الفكر الماركسي - اللينيني هو طريق الخلاص من عبودية البشر وفي هذا العمل تعلمت كيف اقرأ الرواية اذ اهدتني الشهيدة موناليزا رواية المسيح لكازنتزاكي لكي أتعرف على شخصية القبطان التي مثلتها مع هؤلاء الكبار.

 ما هو العمل الذي تعتز به في تجربتك المسرحية ؟

 أعتز بأطروحتي لغارسيا لوركا الزفاف الدامي وقد مثل في هذا العمل أجمل شباب معهد الفنون الجميلة والذين لا يزالون يحظون بأهمية الوجود في المسرح العراقي أبرزهم الفنان أياد حامد والفنانة شذى سالم .

- شاركت في مسلسل أمطار النار وسنوات النار للمخرج المبدع عزام صالح وسفينة سومر للمخرج علي أبو سيف حيث تعلمت وعلمت كيف يكون الممثل صابرا لكي يؤدي رسالته.

 شخصية ابو رازقيه في سفينة سومر الرجل الذي يحب أن تكون ابنته محمية من رجل يحبها بصدق.

 وافضل أعمالك على المسرح؟

أفضل أعمالي في المسرح كممثل كان في مسرحية "رأس المملوك جابر" إخراج استاذي المبدع قاسم محمد.

 هل ما يعرض على خشبة المسرح، وما يقدم الآن تعده فنا كوميديا ؟

 انه تجربه لدخول الملاهي التي تفكر بسذاجة الإنسان، وانا أتساءل كيف يمكن لأستاذ في معهد الفنون الجميلة ان يبشر لهذا المسرح النفعي.

 ماذا ينبغي للممثل اليوم؟

 ينبغي للممثل اليوم ان يقرأ ويستوعب المسرح منذ العصر الإغريقي مرورا بكل المدارس الفنية وأن يبدأ بالتفكير بأنه جزء من الثقافة العراقية الأصيلة.

 ماذا في حقيبتك الفنية ؟

 في حقيبتي الفنية انجاز مونودراما تفكر بطلتها في عذابات الإنسان العراقي الذي فكر في نهاية الحروب القاسية التي مر بها العراق وان يبدا الإنسان ببناء الجمال والابتعاد عن قذائف الحرب وأن يفكر برائحة الزهور بدلا عن رائحة الدخان.