مدارات

قوات الأمن تعيق متظاهري بغداد وتمنعهم من الوصول إلى المنطقة الخضراء

طريق الشعب
واصل الالاف في بغداد والمحافظات امس الاول الجمعة احتجاجاتهم ومطالبهم الإصلاحية في اصرار وعزيمة لا تلين حاثيّن السلطات التنفيذية والتشريعية على عدم التلاعب بتطبيق الإصلاحات التي تطالب بها جماهير الشعب العراقي.
وطالب المحتجون في ساحات التظاهر في عموم البلاد، بمحاسبة حيتان الفساد واستعادة الأموال المنهوبة واصلاح المؤسسة القضائية، منتقدين محاولات الالتفاف على الإصلاحات من جانب مجلس النواب وبعض القوى السياسية النافذة.
وقد تعرض المتظاهرون في بغداد؛ إلى تطويق من قبل القوات الأمنية التي منعتهم من الوصول إلى نقطة التظاهرة الرئيسة التي كان من المقرر أن تكون مقابل بوابة المنطقة الخضراء.
حيث عمدت قوات الأمن على اعاقة سير التظاهرة السلمية بحجج واهية وإدعاءات مردودة بحسب ناشطي التظاهرات، فيما اقدم أحد افراد القوات الأمنية على اطلاق النار في الهواء في خرق هو الأول من نوعه منذ انطلاق التظاهرات نهاية تموز الماضي.
واصدر ناشطو التظاهرات في بغداد بياناً اوضحوا فيه موقفهم من تصرفات القوات الأمنية، مطالبين القائد العام للقوات المسلحة بالاعتذار.
وذكر البيان الذي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أنه " كنا قد أعلنّا منذ أيام عدة، بأن تظاهرتنا ستبدأ في ساحة التحرير ببغداد، ومنها سننطلق إلى بوابة المنطقة الخضراء عند الجسر المعلق في الكرادة، ونشرنا خارطة تبين خطّ سيرنا، بعد أن اتصلنا بالقوات الأمنية وبمكتب القائد العامّ وعمليات بغداد وأحطناهم علماً بذلك كله".
واضاف أنه "بالفعل ابتدأت تظاهرة (يوم الجمعة) في ساحة التحرير في تمام الساعة الثالثة عصراً، وبعد أن تجمع المتظاهرون انطلقوا في مسيرة راجلة عازمين على بلوغ بوابة المنطقة الخضراء ، لكننا فوجئنا بحجم القوات الأمنية التي انتشرت في شارع السعدون من ساحة النصر حتى ساحة الفردوس، كما فوجئنا بعزم هذه القوات على غلق الطريق في وجوه المتظاهرين بأية وسيلة ممكنة، حيث انتشرت على الجانبين السيارات الحوضية المجهزة بخراطيم المياه".
وأشار البيان إلى أن "بعض الضباط الكبار اخبرونا بأن كل أفراد هذه القوة مجهزون بقنابل الغاز المسيل للدموع. وما أن اجتزنا ساحة النصر حتى وقفت هذه القوة على هيئة صفوف في وجه المتظاهرين العزّل، وحين رأوا عزم المتظاهرين على المضيّ في مسيرتهم رفع أحد أفراد الشرطة بندقيته وأطلق النار فوق رؤوس المتظاهرين، ولولا الشعور العالي بالمسؤولية لدى المتظاهرين وإصرارهم على انتهاج السلمية وعدم الانقياد لاستفزازات القوة الأمنية لحدث ما لا تحمد عقباه".
ولفت البيان إلى أن "ضباطا كباراً من عمليات بغداد تحدثوا مع بعض المتظاهرين، وقد وعدوا بفتح الطريق أمامنا ما أن يتم تأمين الشوارع الفرعية، لكنّنا انتظرنا مطولاً لنعرف بعد حين ان هذه الوعود لم تكن سوى محاولة لكسب الوقت ونشر قوات إضافية. فلم يكن أمام المتظاهرين سوى تغليب لغة العقل وتفويت الفرصة على من يريد إفشال التظاهرة من خلال استدراجنا الى صدام غير متكافئ ولا مسؤول بين الطرفين، حيث أجمع المتظاهرون على البقاء في مكانهم قريباً من ساحة الفردوس وإكمال تظاهرتهم هناك".
وأشاد البيان بـ"روح المسؤولية لدى المتظاهرين وتغليبهم الخيار السلمي رغم استفزازات القوات الأمنية التي وصلت إلى حدّ إطلاق النار عليهم".
وقال الناشطون في بيانهم؛ إنه "اتضح لنا ان قيادة عمليات بغداد أصدرت أمراً بإعاقة سير التظاهرة وحجز المتظاهرين بذريعة عدم تأمين الطريق، وهي ذريعة واهية إذ اننا أبلغنا القوات الأمنية بخط سيرنا في وقت مبكر.
وحمّلوا "القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية الخرق الذي قامت به قيادة عمليات بغداد. ونطالبه بالاعتذار علناً أمام الجمهور عن هذا الخرق".
كما طالبوا "القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد بمحاسبة العنصر الأمني الذي أطلق النار على المتظاهرين ليكون عبرة لكل من يحاول مستقبلاً ترويع المتظاهرين السلميين العزّل. نؤكد استمرار تظاهراتنا بكل الطرق السلمية المتاحة".
وشددوا على أنهم يؤمنون بأن "معركة الحرية واسترداد الحقوق ليست نزهة او انفعالا عابرا، او يمكن إنجازها بأسبوع او ايام، فهي معركة طويلة تعتمد الصبر والحنكة لكي تؤتي ثمارها"، مؤكدين "استمرار تظاهراتنا بكل الطرق السلمية المتاحة".
وأعلنوا ان "تظاهرتنا المقبلة ستكون يوم الجمعة المقبل أمام بوابة المنطقة الخضراء عند الجسر المعلق من جهة جسر الطابقين".