المنبرالحر

تعميق الفكر الديمقراطي في المجتمع هو الرد لفكر داعش الظلامي / حيدر سعيد

المعركة اليوم بين دعاة الظلام والتخلف والدم والتطرف وعشاق الحرية والسلام والتنوير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، حقيقية تجسدها جرائم داعش وحواضنها ومؤيديها في العراق وسورية ،التي تفند المعركة زيف ادعاتهم وشعاراتهم التي لا تمت الى الدين الاسلامي بصلة ،وبينت هذه المعركة بانها معركة فكرية في المقام الاول ، قبل ان تكون معركة عسكرية ، بالرغم من اهمية المعركة العسكرية وضرورتها ،و التي انطلقت للرد على زحف داعش العسكري التي يٌراد له نشر افكارها الفاشية بالقوة و قتل كل ما هو خير ونير والتي اخذت شرورها الارهابية تتسع وتتمدد لتشمل العالم اجمع وما جرى مؤخراُ في فرنسا الا مؤشر لهذه الهجمة الفكرية المتطرفة .
ان المعركة الفكرية مع داعش وحلفائها بدأت ملامحها مع التجييش الطائفي والتهميش السياسي والمحاصصة وقصر النظر للكتل المتصدرة للمشهد السياسي، والدفع الاقليمي والعالمي للتصعيد والتوتير وتغذية الافكار المتطرفة ، التي سعت هذه القوى الداخلية والخارجية الى نقل هذه المعركة الفكرية الى بلدان بعينها وفي مقدمتها العراق وسوريا ومصر وغيرها ، انطلاقاُ من نظريتها (الفوضى الخلاقة) التي اعتمدتها كاستراتيجية تترجم من خلال سياستها الخارجية ،لإبعاد خطر منظمات الارهاب عن حدودها وعدم تكراره في بلدانها ، دون ان تعي ان من يغذي مثل هذا الفكر المتطرف سوف لا يكون بمأمن منه مستقبلاٌ وبوادر ذلك بدأت تظهر لهم !! ولكن ردود افعالهم لم تكن بمستوى الهجمة الفكرية الفاشية لداعش وحلفائها لحد الان، لابل خجولة وكأنها تريد ان تقول : ان الهدف لم يتحقق ؟! خاصة وانها قد رسمت لحرب داعش اكثر من سنتين في العراق ومثلها او اكثر في سوريا وليبيا ومصر ......الخ .؟!!والدماء الزكية التي تسيل يومياُ لإبناء الشعبين العراقي والسوري لم تهز ضمائرهم .
ان معركة شعبنا العراقي الفكرية مع داعش وحلفائها التي وجدت في الطائفية والعنف والمحاصصة والتهميش والغاء مبدا المواطنة، طريقاً سهلاً للوصول الى مراميها الاجرامية واجندتها الفكرية ، والتي اخذت مخاطرها تتصاعد اليوم ، مما يتطلب من جميع مفكري و مثقفي شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية ان تشبع هذه الظاهرة الفكرية وجذورها دراسة وتحليلا ومتابعة وتعليلا ، وان يكرسوا لها الاهمية في كتاباتهم لتوعية الناس وخاصة البسطاء منهم بمخاطرها الفكرية وما ستعكسه على شعبنا ووطننا من دمار وويلات ، موظفين جرائمها البشعة في وطننا وضد ابناء شعبنا التي اصبحت معروفة للقاصي والداني ، وهنا يأتي دور الندوات الثقافية والفكرية والصحافة والمسارح ودور السينما ، وليكن شارع المتنبي والحركة الثقافية والفكرية التي يكتظ بها، نبراساً يحتذى به .
ان المعركة العسكرية التي يشنها شعبنا وجيشنا ضد داعش وحلفائه ، بالرغم من اهميتها في صد العدوان وتحرير ارضنا من الارهاب ، فان المعركة الفكرية ضد فكر داعش الظلامي الفاشي من حيث الاهمية هي الاكثر تأثيرا في قلب المعادلة لصالح شعبنا وقواه الحية الواعية العاشقة للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،لذلك على الدولة ومؤسساتها والحكومة واجهزتها ان تطلق العنان للحركة الفكرية التنويرية لمنازلة الفكر الارهابي الداعشي المتطرف المعادي للانسان وحريته ، وبذلك تكون قد مهدت الطريق لقبر قوى الظلام ممثلة بداعش وحلفائها ، وقربت نصر شعبنا على اعدائه وفكرهم المتخلف الفاشي الدموي، واعطت لمعركة جيشنا زخما قويا في هزيمة داعش عسكريا وفكريا