دخلت اعتصامات طلبة كلية الهندسة في الجامعة المستنصرية في بغداد، امس يومها الرابع احتجاجاً على إجراءات فرضت عليهم من قبل عمادة الكلية، فيما افادت لجنة التعليم البرلمانية بأن رئاسة الجامعة تدرس تغيير عميد كلية الهندسة ومنحته إجازة لمدة شهر تميهداً لتغييره.

الطلاب كانوا عازمين على تحقيق مطالبهم المشروعه وبطرق سلمية حيث حافظت هذه التظاهرات على سلميتها ومشروعية مطالبها كما بدأت منذ اربعة ايام، فيما اشاعت بعض وسائل الاعلام أنباء تفيد عن اقالة العميد استجابة لمطلب الطلبة.

أحد الطلبة المعتصمين كذّب خبر اقالة عميد الكلية مؤكدا على استمرار الاعتصامات لان الخبر غير صحيح والعميد في اجازة لمدة شهر ومعاونه العلمي رئيس قسم الحاسبات الأسبق الدكتور كاظم يشغل محله الان الى حين عودتة. على حد قوله.

وجدد المعتصمون مطالبهم باعفاء العميد من مهامه بسبب تصرفاته التي اساءت الى الطلبة والى الكلية بشكل عام، واقالة رئيس قسم الكهرباء لتجاوزه على الطلبة والتدريسيين والتهديدات المتعمدة التي وجهها للطلاب، حيث عبر الكثير من الطلبة عن تذمرهم من الورقة التي يلوح بها رئيس قسم الكهرباء وهي اطلاق يد العصابات داخل الحرم والوصول لمنظمي الاعتصام والعبث بأمنهم حتى لو كانوا خارج الجامعة.

وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس، قال أحد الطلبة المعتصمين، إنه "عند تجمع الطلاب معلنين بدأ يومهم الرابع من الاعتصام تفاجأ الجميع بوصول عمال نظافة من رئاسة الجامعة لتنظيف اقسام كلية الهندسة مصطحبين معهم صهريجين للمياه، وهذا امر طبيعي فالنظافة شيئ مهم لسير العملية التعليمية بأماكن نظيفة لكن تبين أن الهدف الحقيقي من وراء وصول المنظفين الى الموقع المذكور وبهذا التوقيت تحديداً هو أستفزاز واضح من قبل العمال، وما هي الا دقائق حتى باشر عمال النظافة بضرب الطلبة المعتصمين ورشهم بالمياه لفك الاعتصام".

وقال لفيف من الطلبة المشاركين بالاعتصام؛ ان "اكثر من عشرين عامل نظافة توجهوا من رئاسة الجامعة الى موقع الاعتصامات وطالبوا المعتصمين بمغادرة المكان بحجة تنظيفه، واثناء حديثهم مع المنظمين انهال العمال بالضرب والشتم على الطلبة، حدث هذا في حوالي الساعه الحادية عشر ما نتج عنه مشاجرة كبيرة انتصر بها العقل الطلابي الحكيم الذي حاول جاهداً تحجيم المشكلة وانهاءها ولكن الثمن كان اصابة عدد كبير من الطلاب بجروح طفيفة ناتجه عن الضرب، ناهيك عن الأهانة التي وقعت على الطلاب داخل الحرم الجامعي".

وأضاف الطلبة المعتصمون في حديث مع "طريق الشعب" أمس، أنهم "لن يتنازلوا عن مطالبهم وهم يناشدون من خلال طريق الشعب السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لأنهاء هذه المهزلة"، مؤكدين أن "الحرم الجامعي هو صرح علمي وليس شعبة أمن او مكان تتجمع فيه العصابات وقطاع الطرق".

كما حمل الطلبة رئاسة الجامعة المستنصرية مسؤولية أمنهم وسلامتهم وناشدوا الجهات الامنية حمايتهم، فان حياتهم في خطر على حد تعبيرهم.

من جهتها عمادة كلية الهندسة رفضت الادلاء بأي تصريح واغلقت الابواب بوجه الصحفيين الا الذين يثبتون ولاءهم لها ويتاجرون بحقوق الطلبة .

إلى ذلك، قال عضو لجنة التعليم العالي النيابية محمد الشمري، إنه "تمت زيارة كلية الهندسة في الجامعة المستنصرية واللقاء مع مجموعة من الطلبة الممثلين عن المتظاهرين، وتم الحديث معهم واخذ مطالبهم المشروعة"، مبينا ان "لجنة التعليم تأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في الجامعة المستنصرية من حراك ومطالب يقوم بها الطلاب". واكد الشمري في حديث مع " طريق الشعب " امس الاربعاء، ان "رئيس الجامعة المستنصرية ابلغنا ان عميد الكلية لن يبقى في هذا المنصب"، موضحا انه "تمت مناقشة المطالب مع عمادة الكلية ورئاسة الجامعة وتم الاتفاق فيها ?النظر بعين الاهمية لهذه المطالب ووعدونا بحل المشكلة في خلال الفترة القلية المقلبة".

واستطرد الشمري قائلا أنه "تم تكليف معاون العميد بعمادة الكلية إلى حين اكتمال الاجراءات في اختيار شخصية يمثل الكلية في الفترة مقبلة".

وتابع إن "رئيس الجامعة المستنصرية ابلغنا إن عميد الكلية لن يبقى في هذا المنصب"، مؤكدا أن "لجنة التعليم تواكب التظاهرة وما يجري الان هو تحت السيطرة، ومن واجب الكلية إن توجه حرس الجامعة لحماية الطلبة ولن نسمح بالتجاوز على الطلبة".