فضاءات

"مكاشفات" ترفع اسم المسرح العراقي في الكويت / طه رشيد

اختير العمل المسرحي العراقي "مكاشفات"، للمشاركة في المهرجان المسرحي العربي الثامن، الذي يعقد منتصف كانون الثاني المقبل في العاصمة الكويتية.
جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة العربية للمسرح، الثلاثاء الماضي، ضم أسماء الأعمال المسرحية المرشحة للمشاركة في المهرجان.
واختارت الهيئة عمل "مكاشفات" الذي هو من إعداد الراحل قاسم محمد، وإخراج غانم حميد وتمثيل شذى سالم وميمون الخالدي وفاضل عباس، من بين عشرين عملا عراقيا قدمت للمهرجان، وإلى جانبها أكثر من مائة عمل مسرحي من مختلف البلدان العربية.
وكانت مسرحية "مكاشفات" قد عرضت في مهرجان الأردن للمسرح في دورته الأخيرة، حيث حازت على اعجاب النقاد الاختصاصيين. ومن المقرر أن تعرض في بغداد، قبل عرضها في العاصمة الكويتية.
وكان الفنان الراحل قاسم محمد قد أعد المسرحية قبل عقدين من الزمن، واقترح حينها على الفنان غانم حميد اخراجها، حيث بدأ الأخير في العام 1998 العمل عليها، بعد أن أجازها وتبناها "المركز العراقي للمسرح"، إلا أن النظام الدكتاتوري المباد، منعها عن العرض بعد ستة عشر يوما من التدريبات! لتبقى "مكاشفات" طي الإدراج طيلة الفترة الماضية. فماذا يا ترى تحمل خلف سطورها من دلالات لكي تخيف نظاما مدججا بالسلاح وبالعسس والمخابرات؟
ببساطة نقول أن النص يغور عميقا في دواخل الحاكم المستبد الذي يحاول أن يبرر استبداده مرة لاطفاء فتنة، ومرة من أجل تطبيق القانون! والكشف عن تلك الأغوار جاء من خلال دراسة مستفيضة وعميقة لشخصية عربية إسلامية أثارت الكثير من الجدل والقليل من التطرق لها في الأعمال الإبداعية، إلا وهي شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي حاكم العراق المطلق ابان خلافة مروان بن عبد الملك.
المسرحية بلغتها الشعرية الراقية وبالمعالجة الذكية للنص من قبل المخرج غانم حميد، تحمل عناصر متعة وتشويق ثقافيتين تفتقر لها إعداد كبيرة من اعمالنا المسرحية.