فضاءات

من اوراق انتفاضة اذار1991 في الشامية : الشهيد الشيوعي النقيب علي عبد الزهرة عباس الطائي

حازم الجعفري
التولد :1962
الدراسة :الكلية العسكرية
تاريخ الاستشهاد: 20/3/1991
مكان الاستشهاد : المحطة الغازية في النجف
الحالة الاجتماعية : متزوج وله ولد وبنت
ولد الشهيد علي في الشامية من عائلة ميسورة الحال. درس الابتدائية والمتوسطة فيها أما الإعدادية فقد أكملها في الديوانية وبعدها التحق بالكلية العسكرية في بغداد وتخرج منها برتبة ملازم ثان. تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل الى رتبة نقيب.
انتمى الى صفوف الحزب الشيوعي وهو في المتوسطة كما كان شقيقه الاكبر الرفيق عبد الامير عبد الزهرة مناضلا في صفوف الحزب الشيوعي وعند انطلاق الانتفاضة في اول آذار في البصرة ترك الشهيد وحدته العسكرية والتحق بالتنظيم السري للانتفاضة ضمن ثوار الشامية وقد كلفه التنظيم الاتصال بضباط الفرقة الاولى لمعسكر الديوانية وفعلا التقى بالضباط وخاصة العميد فاهم وحثهم على الالتحاق بالانتفاضة وعدم مقاتلة الثوار عند انطلاق الانتفاضة او على الاقل ان يكونوا على الحياد وترك أسلحتهم ومعداتهم وعدم توجيهها نحو الثوار.
وفعلا نجح الشهيد علي في مسعاه اذ ترك الجيش المعسكر وقسم منهم التحق بالثوار والأخر ذهب الى اهله. وقد قام الشهيد ايضا بالتنكر بزي مدني والذهاب الى منطقة الكفل حيث استطلع قطعات الجيش المرابطة هناك وحصل على معلومات كاملة عن تلك القوات وتسليحها واماكن تواجدها وقد شكّت به استخبارات تلك القوة ولكنه استطاع التملص منهم .
وعندما انطلقت الانتفاضة ساهم في تنظيم السيطرات وتوزيعها في المناطق الحساسة لمدينة الشامية وكان معه عدد من الضباط الثوار. ولما أوقفت القوات الأمريكية إطلاق النار توجهت قطعات الحرس الجمهوري الى مدينة النجف لغرض إجهاض الانتفاضة وإعادة احتلال المدينة فقام الشهيد علي بجمع الثوار في مدرسة اليقظة وقام بإعطائهم تعليمات سريعة عن مهمتهم القتالية والتوجه بهم الى النجف.
وعند محطة الكهرباء الغازية حيث كانت قوات الحرس الجمهوري ترابط قام الشهيد بتوزيع الثوار عند الساتر وقاموا بإطلاق عدد من قنابل الهاون على مواقع قطعات الحرس الجمهوري التي أصابها الارتباك والخوف من هذا الهجوم المباغت. وحدثت معركة قوية كانت الغلبة فيها للثوار وعندها استنجدت قوات الحرس الجمهوري بالطائرات السمتية التي أغارت على مواقع تجمع الثوار.
وقد استشهد النقيب علي بسبب ذلك القصف فيما انسحب الثوار من أماكن تواجدهم واخلوا معهم الشهيد وأعادوه الى الشامية. وقد شيعته جماهير الشامية الى مثواه في مقبرة الإمام أبي الفضل في الديوانية بعد ان أقفلت قوات الحرس الجمهوري مقبرة وادي السلام في النجف ولم تسمح بالدفن فيها. وبعد مرور أكثر من سنتين قام إخوته بإخراج رفاته من مقبرة أبي الفضل ليلا ودفنها في مقبرة وادي السلام في النجف.
في الختام أود إن أقول ان الروح الوطنية والتربية الشيوعية التي كان يحملها الشهيد علي وكرهه للظلم والجور هي التي دفعته للتضحية بروحه وإلا كان يمكن ان يتنحى جانيا وهو الذي يملك كل شئ من مال وجاه. ولكنه فضّل الاستشهاد والتضحية بروحه في سبيل شعبه ووطنه.
المجد والخلود لشهيد حزبنا النقيب علي عبد الزهرة الطائي.