من الحزب

أيوب عبد الوهاب: الحراك الاحتجاجي جاء ردا على تعمق الازمة في العراق

مالمو - طريق الشعب
أقامت منظمة مالمو- السويد للحزب الشيوعي العراقي ندوة سياسية عامة استضافت فيها الرفيق د. أيوب عبدالوهاب عضو اللجنة المركزية للحزب. وبعد ترحيبه بالحاضرين قدّم سكرتير المنظمة الرفيق عبد الوهاب للحديث عن الأوضاع الصعبة والأزمات المستعصية التي يعيشها بلدنا.
وتحدّث الرفيق عبد الوهاب في ثلاثة محاور هي الأزمة والحراك، والخيارات المطروحة، والوضع العسكري والامني.
واشار الى ان الحراك المتواصل بفعالياته الاحتجاجية المتنوعة، جاء ردا على تعمق الازمة الشاملة التي ينوء العراق تحت ثقلها ، الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتسمة بشدتها واستعصائها في اطار نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، وامام احتمالات تطورات بالغة الخطورة.
وركز على تطورات الحركة الاحتجاجية من حيث تنوع اشكالها، وتوسيع قاعدتها جماهيريا وجغرافيا وتطويرها قطاعيا وتحقيق الربط والتفاعل مع احتجاجات فئات وقطاعات اجتماعية ومهنية مختلفة. في سياق ذلك اشار الى دور المرجعية وتصعيد خطابها الانتقادي للأداء الحكومي والسياسيين المتنفذين، وتشديد مطالبها ضد الفاسدين واجراء الاصلاحات ومساندتها المتظاهرين، و في خضم ذلك ، وتصاعد زخم الحراك وتوسعه جاء الحراك الطلابي الواسع.
ثم جرى توصيف التطورات الاخيرة وموقف الحزب منها وركز على سعي الحزب من خلال دوره الفاعل الى مراكمة العناصر الموحدة للعمل الميداني السلمي المشترك والعمل على بناء اوسع اصطفاف للقوى المساندة للاصلاح، واشار الى العلاقة مع التيار الصدري والاخرين والاسس المبدئية التي يعتمدها الحزب في ذلك ويقع في مقدمتها الاستقلال الفكري والسياسي والتنظيمي لكل حزب واعتماد الاساليب السلمية والاصلاح عبر والابتعاد عن الدعوات لتعطيل الدستور والغاء البرلمان وبناء حكومة انقاذ او طوارئ.
وقد وضح الرفيق عبد الوهاب بعض القضايا المهمة مثل : العلاقة بين الخلاص من نظام المحاصصة الطائفية والاثنية ،وتغيير موازين القوى السياسية في البلد والمجتمع، الاصلاح الحقيقي مدخل للتغير في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية،الممارسة الصحيحة والمبدعة للضغط الشعبي المتصاعد، السلمية ودورها في استمرار الحراك وتطوره والمحاولات الاخيرة من اعداء الحراك الى جر المتظاهرين إلى العنف وتشديد الحزب على ضرورة الحفاظ في كل الاحوال والحالات على الطابع السلمي للتظاهرات والتحركات الشعبية والتمسك بالانضباط الضروري، المدخل للإصلاح والتغيير الحكومي.
وتطرق الى الخيارات المتنوعة والمخرج الدستوري الآمن والسلمي الذي طرحه الحزب بالدعوة الى انعقاد مجلس النواب بنصاب قانوني، لإقرار الوزارة الجديدة الكاملة المتسمة بالكفاءة والنزاهة والمهنية والبعيدة عن التحاصص وتقاسم المناصب، وهي المدخل للإصلاح الشامل، بجوانبه السياسية والادارية والاقتصادية والقضائية والامنية، و بآليات تنفيذ وسقوف زمنية محددة. وتمتد هذه الاصلاحات الى الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة، وتفعيل كل مؤسسات الدولة وهيئاتها، وفي مقدمتها مؤسسات القضاء والرقابة المالية والنزاهة، و ملاحقة جرائم الفساد والفاسدين واعادة الاموال المنهوبة الى خزينة الدولة، الى جانب تنشيط وتفعيل دور السلطة التشريعية لجهة الاصلاح والقوانين المتأخرة والمتعطلة ذات الصلة بذلك.
وحيا الرفيق انتصارات القوّات المسلحة العراقية بكل أقسامها ؛ الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائري، في الموصل والأنبار وخاصة في الفلوجة. والدعوة إلى تجنيب المدنيين الأذى في المعارك والاهتمام بالنازحين والهاربين من ظلم داعش وتأمين معيشتهم وسكناهم إلى حين رجوعهم إلى ديارهم بعد تحريرها.
وكانت هناك عدة مداخلات من الحاضرين واستفسارات تمّت الإجابة عليها من قبل الرفيق د. أيوب.