ادب وفن

نسر طعين/ نجم خطاوي

من أين أدخل يا نينوى؟
دروبك مقفرة
جراد أجرد
يقضم سيقان الحدائق.
من اين ادخل يا نينوى؟
مقفلة باب الطوب
فوق عتبتها
بقايا دم وحيرة.
هناك ....
نحر الاوباش فتية المدينة.
بطيئا احث الخطى
رياح كالسم
تلفع وجهي
رائحة موت
وسط عذابات النسوة.
مشهد أذهله الهول
قطيع الغربان
تنهش قمصان الجيران
بقايا عظام اخوتي
في ازقة باب البيض.
.......................
من اين اقدم يا نينوى؟
باب لكش
لم تعد بابا!
الأجلاف الغرباء
غيبوا صورة الامكنة
بالتوابيت والجثث.
جروحي منقوشة
فوق الرصيف.
بقايا صدى
حشرجات روحي
غطت سماء نحيبك.
في الطريق
الى وادي حجر
ضاعت نياتي
وسط صراخ النسوة
ووجوه اطفالك حائرة
اسئلة دون جواب.
من يدلني
على أبواب اعرفها؟
لقد ضاق صدري
مثل مجنون ظل السبيل
أدور وسط حيرتي
حول سياجك المستحيل
من يدلني
على باب أعرفها؟
باب تعلمت أسماءها
باب اسمها
باب البيض
هناك حيث
رسائل النجدة
وسط طقوس الموت.
سأخرج الليلة
من هذياني
آه ..آه .. يا موصلي
انتظريني
أنا عاشقك السرمدي
ما ضيعت وعدي
سأرتب نياتي
بين صراخات روحي
وشحوب خطواتي
متكئا أنهض
اسير ممزق الرايات
وسط الكوارث.
هناك في البعيد
لاحت باب داري
باب النبي
سلامات عليك يونس
أيوبك افترسته الذئاب
صبره شاخ
بين هول الدمار
ودوي احقادهم
جدرانك القدسية
صارت صليبا للفواجع
على لوحها الخشب
لاحت وجوه اهلي
وجوه القديسين
من اين ادخل يا نينوى؟
سرطان رمادي
يستوطن زهراتك
فوق عشب ربيعك
تلعب غربان مسعورة.
يا لهول مصائبنا!!
..................
أنا النسر الطعين
خذلتني الأعالي
غلبتني غفلتي
فأتمنت لسماء العصافير
سماء كنت أحسبها
تشبه لوني
لكنها أبدلت ثوبها
وصارت غريبة
ليس من متسع للأناشيد
المغنون أسرجوا أهاتهم
وانطفأت جمرة الأغاني
عشب الحدائق الندي
ليس مهبطا
لرحلة أحلامي
أنا النسر الطعين
لن تكسر العاصفة
هيبة رماح جناحي
......................
ستوكهولم
31/7/2014