- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 07 آذار/مارس 2017 19:44

-1-
الليل، والسوق القديم
خفتت به الأصوات، إلا غمغمات العابرين
وخطى.. الغريب
وما تبثّ الريح من نغم حزين
في ذلك الليل البهيم
والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
مثل الضباب على الطريق
من كل حانوت عتيق
بين الوجوه الشاحبات
كأنّه نغم يذوب
في ذلك السوق القديم
-2-
كم طاف قبلي من غريب
في ذلك السوق الكئيب
فرأى وأغمض مقلتيه، وغاب في الليل البهيم
وارتجّ في حلق الدخان
خيال نافذة تضاء
والريح تعبث بالدخان ......
الريح تعبث، في فتور واكتئاب، بالدخان
وصدى.. غناء
يذكّر بالليالي المقمرات... وبالنخيل
وأنا الغريب أظل أسمعه... وأحلم بالرحيل
في ذلك السوق القديم
-3-
وتناثر الضوء الضئيل على البضائع.. كالغبار
يرمي الظلال ..على الظلال
كأنّها اللحن الرتيب
ويريق ألوان المغيب الباردات، على الجدار
بين الرفوف الرازحات، كأنها سحب المغيب
الكوب يحلم بالشراب وبالشفاه
ويدٍ تلونها الظهيرة... والسراج
أو النجوم
ولربما بردت عليه، وحشرجت فيه الحياة
في ليلة ظلماء.. باردة الكواكب والرياح
في مخدع سهر السراج به
وأطفأه.. الصباح
-4-
ورأيت من خلل الدخان، مشاهد الغد.. كالظلال
تلك المناديل الحيارى... وهي تومئ بالوداع
أو تشرب الدمع الثقيل.. وما تزال
تطفو.. وترسب في خيالي
هوّم العطر المضاع، فيها
وخضّبها.. الدم الجاري
لون الدّجى... وتوقّد النار
يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات
وجه أضاء... شحوبه اللهب
يخبو... ويسطع... ثم يحتجب
ودم
يغمغم وهو يقطر ثم يقطر
مات... مات
-5-
الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين
وخطى الغريب
وأنت أيتها الشموع ستوقدين
في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب
تتجمع الغرباء فيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب
نقر "الدرابك" من بعيد
يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد!
-6-
قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب
نار الهوى ويد الحبيب
ما زال يحترق الحياة، وكان عاماً بعد عام
يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون
بالصدر، والفم، والعيون
والحب ظلله الخلود.. فلا لقاء ولا وداع
لكنه الحلم الطويل
بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل..