ادب وفن

محمود عبدالوهاب.. دمت فنارا

بين "1929-2011"، تكتظ حياتك أيها الرائد بعنفوان المجد، اثنان وثمانون عاما من ماكنة الإبداع الكبرى، في القصة والرواية والشعر والمقالة والمسرحية، ومعها محاضرات وحوارات ولقاءات، إنتاج متميز، غزير، ذو نكهة خاصة، رغم أنك المقل بين مبدعي جيلك. كنت تقول:" لابدّ من أن تجزم بأنك الأفضل عند النشر، قصة واحدة قد يطول الجدل فيها لتميزها"!. يقول عنك صديقك الأديب المبدع محمد خضير: لا أعجب أن يتعكز القاص محمود عبد الوهاب على عصا لا عن تقدم في السن وإنما عن ثقل في الأفكار, فرأسه مملوء بالأفكار!. وكيف لا، وأنت من خاتم ذهب صغير سطع زهوك المشع إبداعا، نقشته بقلم الرصاص، ومع عوالم طفولتك التي لم تفارقك يوما، فلطالما قلت": الكتابة بالقلم الرصاص قابلة للتعديل، هناك أيضاً عناصر طقسية أخرى تلازمني في أثناء عملية الكتابة، مثلاً أن لا تكون المنضدة فخمة لأنها تضفي أجواء رسمية. أنا أرغب بالكتابة على منضدة بسيطة وذات مساحة محددة، تكفي للأوراق. ومن الطريف أنني أحمل مع أوراقي مسطرة وممحاة ومبراة. أشعر أن أي مبدع حين يفقد دهشة الطفولة يفقد أيضاً تلقائية الكتابة"!. لماذا يرتجف القلم حين يكتب عنك في ذكرى رحيلك الثانية الآن؟، ألانك تريد أن تبقى كما كنت دائما، بلا أضواء تأتيك من خارج عزلتك، تخدش جمال السكون الذي تتذوقه برهافة إحساسك؟، أم أنك، هكذا مذ ولدت، لا تحيد عن الصمت المشع جمالا؟. محمود عبدالوهاب، اسمح لنا أن نستجمع هذا الملف الذي صنعه أحبابك، في ذكرى غيابك.. حضورك الدائم أبدا.