بحضور متميز من أدباء ومثقفي بابل عقد اتحاد أدباء وكتاب بابل أمسية نقدية يوم الخميس الفائت 16-1-2014 بعنوان «شعرية الذات بالنيابة للشاعر علي محمود خضير» للدكتور رشيد هارون، وأدار الأمسية الأديب عبد الهادي عباس, تضمنت الأمسية تعريف الشعرية والذات بالمعرفة الشعرية و التكنيك الفني المـستمدة في تطبيق الذات, و شعرية النيابة لمجموعة الشاعر علي محمود خضير الجديدة «الحياة بالنيابة», أكد الدكتور هارون على قوانين الإبداع وتشكيل أدبيته نحو تشخيص طرائق القول المتاحة للجميع, وان المجموعة تتكون من خطاطتين الأمر الذي يدفعني إلى أن الشاعر أعد عناوين وفق ما قدمت من قراءات.
ويطرح د. هارون عدة أسئلة حول نتاج الشاعر منها كيفية تجليات الذات في الحياة الأدبية؟ وما دلالة تأثيث المكان بالصورة والآخر؟, ثم يعرف الشعر بأنه العلاقة التي يقيمها الإنسان مع الإنسان, أما الذات وعلاقاتها مع الأشياء والآخرين و انعكاساتها الجمالية و هي تشكل ردود أفعال مع المخزون الفكري.
الشاعر علي محمود خضير من مواليد بغداد عام (١٩٨٣), و من أبرز الشعراء العراقيين الشباب الذين ظهروا بعد حرب 2003 التي انتهت باحتلال العراق, كما تمتاز قصائده بالعناية باللغة وتضمين النثر زخماً شعرياً يعنى بالتأمل في علاقة الذات بالعالم، وفق إطار تساؤلي ذي نبرة رثائية, وعن مجموعة الشاعر الجديدة «الحياة بالنيابة» التفكير العميق بالأشياء التي تتلاشى وتزول تدريجياً وانفتاح الذات على معنى كونياً.
فالشاعر يحاول أن يؤسس لوحدته الخاصة بوصفها عالماً متكاملاً، كلاً واحداً، تنسل منه التفاصيل بهدوء، وأحيانا تستقر وتقيم، فتصبح شريكاً دائما للذات.
التجربة التي كرّس لها خضير عامين من الشغل الجاد، بعد صدور مجموعته الأولى، يغادر بها منطقة الحياة الشخصية المحضة، إلى الحياة المستعاضة، كإنكار شديد اللهجة للقناعات، نجد أن هناك تسللا هادئاً إلى مناطق العتمة الروحية ، إضاءة غير مستفزة للوحشة المقيمة في المكان ، فيما الزمن يتبدى كطفل قنوع بوقت اللعب أو حتى النوم والعزلة. «الحياة بالنيابة» التجربة الثانية الشعرية للشاعر العراقي علي محمود خضير، بعد تجربته الأولى «الحالم يستيقظ»، ويشتغل فيها على الغوص بعيداً في الحياة اليومية السرية مع التفاصيل المملة، وكأنها العمود الفقري للحياة برمتها، غير انه يؤثث تلك الحياة بحيوات موازية، له ولآخرين.
كانت هنالك مداخلات من قبل الشاعر جبار الكواز حيث أكد على «أن الشاب علي محمود خضير له مستقبل كبير وقد بين الفرق بين الذات والانا بأنهما عبارة عن مكون واحد , وما طرحه الشاعر خضير، هي لعبة صوفية حلولية وقد ابتكر شكلاً لنفسه لم يلتفت لها د. رشيد هارون «, اما الشاعر ناهض الخياط فقد أشار إلى أن د. رشيد هارون «اخضع المجموعة إلى نظريات في المسألة الشعرية، وقد عرف الشعرية ومعناها, أما الأنا فليس لها علاقة بالذات لان الذات هي الذات الإنسانية وعلاقتها مع الأشياء والآخرين وانعكاسات الجمالية وهي شكل ورد فعل مع المخزون الفكري, لكنه أشاد بمحاضرة د. رشيد هارون باعتباره يمتلك خبرة ودراسة لقصائد الشاعر الشاب علي محمود خضير, وقد أكد الناقد عبد علي حسن بان»ياكوفسن اجترح مفهوم الشعرية عام1962 ولكن لوكان عنوان الأمسية شاعرية الذات في حياة الشاعر علي محمود خضير كان الأفضل, أما الوظيفة الشعرية فهي تنصب حول الرواية نفسها, وينبغي الحديث من قبل د. هارون عن الوظيفة التداولية أي وظيفة افهامية إضافة للوظيفة الشعرية كما أن هنالك إمكانية الغور من خلال قراءة قصائد علي محمود خضير في هذا المجال.