مدارات

التنظيم الشيوعي في بلد ( 1935 / 1979 ) / سمير البلداوي

بدأت بذور الفكر الشيوعي تنمو وتنتشر خاصة بعد نشوء الحزب الشيوعي العراقي في 31 / آذار / 1934 .
لكن الفكرة لم تتبلور إلا في أربعينيات القرن الماضي : وكان المناضل الراحل حميد عبد الوهاب المولود عام 1911 في بلد هو اللولب الرئيسي في نشر الفكر في قصبة المدينة وفي أطرافها .
وكان شيوعيا صلبا رغم كونه لم يدخل مدرسة، بل نهل من مدرسة الحزب الوطنية مبادئه الإنسانية.
كانت له علاقات اجتماعية واسعة في الوسط ألفلاحي والعمالي وبين صفوف المثقفين من المحامين والمعلمين والأطباء والضباط والفنانين .
انتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948 وشارك في النضال الوطني وكان يمتهن التصوير الفوتوغرافي واسمه الحركي (أبو عامر) ، وأطلق الرفاق من قيادة الحزب في وقتها اسم (موسكو الصغيرة) على مدينة بلد، لحب الناس للفكر الشيوعي فيها، وكان الكادر الحزبي من بغداد يأتي إلى دار الراحل حميد لعقد الاجتماعات والندوات ونذكر منهم المناضلة الراحلة (زكية خليفة) وتلتقي بالنسوة وتتحدث معهن عن أوضاع المرأة في العراق والعالم كما نقلت لي زوجتي .
والراحلة شكلت خلية نسوية . وكان يتردد إلى الدار الرفيق الراحل
(عامر عبد الله) والرفيق الشهيد (عبد الجبار وهبي) وآخرون غيرهم إما للإشراف على التنظيم أو للاختفاء .
دخل السجن عدة مرات في العهد الملكي في بلد وفي سجن بغداد وابعد إلى الفلوجة، ونتيجة المراقبة الشديدة غادر إلى كردستان ملتحقا بحركة الأنصار . طورد من قبل أوباش الحرس اللاقومي. اعتقل وفقد بصره نتيجة التعذيب وادخل المستشفى وأجرى له طبيب العيون (مظفر الشذر) عملية جراحية اعادت له بصره. وبعد انقلاب 8 شباط تمت مطاردته واعتقل مرة أخرى.
وعندما تم اغتيال الشهيد البطل الرفيق (محمد الخضري) من قبل جلاوزة البعث وإلقاء جثته على الطريق بين بلد و الدجيل لم يستطع احد من التعرف عليه إلا الرفيق الراحل حميد عبد الوهاب لأنه سبق وان التقى به وكنت اسمع ترديده دائما لشعار ( (يا عمال العالم اتحدوا .. وطن حر وشعب سعيد) ) .
ناضل من اجل توسيع قاعدة الحزب التنظيمية من خلال شبكة واسعة من الرفاق منهم الرفيق الراحل (عبد الجبار الشيخ احمد) والسيد (عبد المطلب ألشديدي) و المربي الفاضل المرحوم
(محمد شاكر عبد الكريم صادق) والأستاذ (زبيد شكر) و
(زهير عبد الجليل) والمرحوم المربي (عبد اللطيف علي البندر) والمحامي (حمدي مرهون) والمربي الفاضل المرحوم (عبد العظيم عبد الكريم صادق) و (سعدان السامرائي) و (محمد حسون الدجيلي) و (شاكر الحسون) و (أبو ستار مسلم الدجيلي) و المرحوم (زيد حميد العجة) و (محمود حميد العجة) و (عبد الرحمن العجة) والمرحوم (داوود سلمان) والمرحوم (لفتة حسن) .
وفي حديث له مع العائلة نقل الطبيب المعروف (عبد السلام خلف) ، كانت له عيادة طبية في بلد وفي الكاظمية، نقل عنه انه اعتقل مع الراحل (حميد) والراحل (عبد الجبار الشيخ احمد) ونقلا إلى (نقرة السلمان) وتم قلع أظافرهم وتعذيبهم بقسوة .
بعد قيام ثورة 14 / تموز / 1958 فرح الناس كثيرا باندلاع الثورة ومجيء الشهيد الراحل (عبد الكريم قاسم) ونشط الحزب بعد الثورة نشاطا واسعا وتم تشكيل جمعية فلاحيه ونقابة عمالية واتحاد شبيبة ديمقراطية واتحاد طلبة عام ورابطة المرأة كل هذه المنظمات شكلت في بلد. شارك الشيوعيون في مسيرة الأول من أيار 1959 بمناسبة عيد العمال العالمي.
ونحن نتحدث عن الحركة الشيوعية في بلد لا بد لنا أن نقف وقفة إضاءة مشرقة لنضال الشيوعيين في سبعينيات القرن الماضي وكان الدور الريادي في ذلك العمل الخلاق لمناضل ضعيف البنية،قصير القامة، ذكي، يتحرك بنشاط، انه الرفيق الشهيد (كاظم احمد) مسؤول تنظيمات بلد (عضو محلية) الذي نال من التعذيب الوحشي على أيدي أوباش النظام الدكتاتوري ما نال, وكان شديد الحرص على أن لا يغيب رفيق عن حضور الاجتماع الحزبي، وكان يمتاز بصرامة شديدة في العمل لكنها مبررة .
قاد التنظيم مع رفاق بارزين ومعروفين في فترة ما قبل إعلان الجبهة الوطنية وما بعدها .
كانت الاجتماعات في البيوت والبساتين بعيدا عن أنظار الأمن، واعتقل عدة مرات، وشارك في مظاهرات الحزب، وأعاد ترتيب الوضع التنظيمي للحزب، وتجدر الإشارة إن التنظيم في سنة 1977 فقط كان يزيد على (106) / (مائة وست رفاق) بينهم (8) أعضاء لجنة قضاء منهم الشهيد الرفيق (صفاء عبد اللطيف علي البندر) الذي كان هادئ الطباع، يعمل في وسط الشباب وموظفا في دائرة إحصاء بلد، ومن عائلة شيوعية،والده المربي الفاضل المرحوم (عبد اللطيف علي البندر) وكان هو الآخر من أوائل الشيوعيين في بلد، وكان الشهيد (صفاء) شوكة في عيون الأمن .
شارك في مظاهرة ساحة السباع، تعرض إلى الاعتقال والتهديد ولم يتم قبوله في الكلية بعد تخرجه من الإعدادية . تم اختطافه بمكيدة و غيب وبلغ أهله بإعدامه في بداية الثمانينات .
ومن ناحية يثرب التابعة لقضاء بلد كان الرفيق المرحوم (حسين علي حسين الفياض) عضو لجنة قضاء، ناشطا بارزا وأخوه الرفيق (غازي علي) و الرفيق (ماجد اسعد) وغيرهم ...
ومن ناحية الاسحاقي كان البطل الشخصية الفلاحية الشهيد (ملة عبيد مضحي المجمعي) ، ناشطا فلاحيا صلبا في المبادئ لا يساوم وغيب بعد الهجمة البربرية على الحزب بعد عام 1979 و بلغت عائلته بإعدامه وما يزال أولاده كل من (ظاهر وعيسى و أولاد عمومتهم) عاملين في الحزب .
ومن ناحية الضلوعية كان المرحوم الرفيق (مطر حسن الجبوري) ناشطا وقانونيا وتم اعتقاله عدة مرات، وشغل منصبا في الدائرة القانونية في وزارة الثقافة بعد سقوط النظام، وكذلك الأستاذ (بهجت الجبوري) ناشطا معروفا.
وكان الرفيق (ناجح عباس الحدادي)ناشطا في المجال ألفلاحي واعتقل عدة مرات أبان ردة شباط وما بعدها .
والرفيق (محمد مهدي) من الناشطين في العمل الحزبي خلال السبعينات و (فيصل علي) كان عضو لجنة قضاء وكان فاعلاً وجسورا والشهيد الرفيق (عامر علي حسين العبود) المنحدر من عائلة شبه إقطاعية ولكنه انحاز إلى طبقة الكادحين لتطور الوعي عنده, واستقطب كثيرا من الشباب إلى الحزب، وكانت اغلب الاجتماعات تعقد في داره أو بستانه، وأفراد الأمن يخشونه، خطف من الشارع، وغيب، وبلغت عائلته بإعدامه في عام 1983 . والشهيد (نافع علي محمد أمين) الرياضي المشهور في بلد، كان لاعب كرة قدم (أشهر حامي هدف في بلد) ويلعب كرة الطائرة، ونشط في مجال الشبيبة، والرياضة، غيب بعد اعتقاله، واعدم .
والشهيد الرفيق (عبد المحسن عبد الحسن موسى) مسؤول الشبيبة الديمقراطية وناشطا في مجال عمله، حريصاً كل الحرص على الحزب، غيب بعد اعتقاله، وبلغت عائلته بإعدامه عام 1983.
ومن الناشطين في تلك الفترة الرفيق (سهيل عبد الصاحب) وهو موظف صحي, نشط في المجال الصحي وبخاصة في الموصل.
والرفيق الحلاق ناجي عبد الجبار السبتي وأخوه المرحوم الرفيق (حبيب عبد الجبار السبتي) عامل البناء, والمرحوم الرفيق (مهدي عبد الجليل الحداد) وكان ثاقب الرأي، محبوبا في الوسط الذي يعمل فيه، توفي قبل سنتين .
وأخوه الرفيق (علاء عبد الجليل الحداد) كان ناشطا في اتحاد الطلبة، وأخوهم الكبير المؤرخ (زهير عبد الجليل الحداد) وكان في اتحادي الطلبة والشبيبة منذ عام 1958 وما بعدها، واعتقل بعد 8 / شباط / 1963، وكان يعمل محاسبا في بلدية بلد .
ومن العاملين في التنظيم كان المرحوم الفنان الرسام (حميد خلف الكيم) ، والمرحوم (موسى عمران الصوفي) ، والمرحوم (نزهت صبيح) والشاعر الشعبي (عبد الرسول كرم ألعبيدي) والشخصية الوطنية (أيوب هادي) ، و العامل (جعفر عباس الحرباوي) , والسيد (حسين هادي الوردي) و الخياط (علاء الوردي) و (فلاح ذياب أحمد) عامل كهرباء و (سعيد حميد عبد الوهاب) مصور و (سعد حميد عبد الوهاب) / (مصور)، والمرحوم (سعيد رشيد العوفي) والمرحوم (عقيل رشيد العوفي).
ومن الذين اعتقلوا بعد 8 / شباط / 1963 نذكر: الأستاذ (زبيد شكر الكيم), (حميد البندر), (ناطق خلوصي / ناقد أدبي)، (كاظم الموسوي / مدرس) ، (أديب عبد العزيز) ، الشخصية الاجتماعية (برهان البندر) ، (خيرو عتوي) من تكريت / (معلم)، و (عبد محمد الهزاع / مدير متوسطة)، (جميل مهدي الليل)، و (عباس كلاب) كان احد أعضاء حركة البطل حسن سريع وتم الحكم عليه بالإعدام، وخفض إلى المؤبد وسجن في بعقوبة، (ناجي عبد الواحد) نائب عريف متطوع.. حكم لعامين في سجن بعقوبة، (حسين الصباغ) كانت بستانه وكرا للاجتماع الحزبي، (الشيخ عبد الزهرة عبد الغني)،(عزيز كاظم الناصر)، والقائمة تطول وعذرا لمن لم تذكر أسمائهم من المناضلين لعدم توفرها .
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي
والخزي والعار للقتلة الأوباش من الفاشلين