مشيكان – طريق الشعب
أقام الاتحاد الديمقراطي العراقي في مدينة ميشغان الامريكية أمسية حوارية، يوم الأربعاء الماضي، استضاف فيها الرفيق رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي.
وبعد الوقوف دقيقة حداد استذكارا لشهداء العراق، افتتح نبيل رومايا الأمسية بتقديم نبذة مختصرة عن الضيف، طارحا مجموعة من التساؤلات التي تشغل أذهان كل العراقيين حول ما جرى في العراق في الأيام الأخيرة ومستقبل العملية السياسية في ظل الهجمة الإرهابية الموجهة ضد العراق.
وتحدث رائد فهمي بشكل مسهب حول مسببات الازمة المستعصية التي يواجهها العراق، وجذورها التي ترسخت بفعل المحاصصة الطائفية وممارسات الاحزاب المتنفذة، والتي جرت البلد الى صراعات ادت في النهاية الى سقوط الموصل بأيدي الإرهابيين وبدعم من فلول البعث والنقشبندية والقاعدة وضباط في الجيش السابق.
واكد الضيف ان جزءا من العوامل التي أدت إلى الانهيار الأمني هو النتائج المدمرة لنهج المحاصصة الطائفية الاثنية، وتفاقم مظاهر الإقصاء والتهميش والتسقيط السياسي والتهالك على المناصب، وانتشار الفساد وسوء الادارة، وضعف الخدمات، اضافة الى التدخلات الخارجية، وهذا بدوره انعكس على المؤسسة العسكرية الامنية المبنية على اساس المحاصصة الطائفية، ولخدمة أهداف سياسية محددة سلطوية وكأداة لمعالجة قضايا داخلية، بالإضافة الى ضعف التدريب، وعدم كفاءة الجهد الاستخباري.
وأشار فهمي، وهو قيادي في التيار الديمقراطي العراقي، الى ان داعش لم يكن الا العنوان الابرز في التحرك، فيما يؤشر ما حصل عملا منظما لتحالف واسع، كان ينسق للانقضاض على العملية السياسية، وإسقاط الوضع القائم وإعادة العراق إلى عهود القهر والاستبداد والدكتاتورية.
وتحدث رائد فهمي حول الحكومة الحالية التي أصبحت حكومة تصريف اعمال، وانتهاء المدة الدستورية لمجلس النواب. وطالب بالتحرك العاجل نحو عقد مؤتمر وطني ببرنامج عمل وسقف زمني واضحين، تشارك فيه الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في الساحة السياسية العراقية، ومن اجل المضي قدما في بناء العراق الجديد، الذي يتسع لجميع أبنائه ويلبي تطلعاتهم الى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
وساهم الحضور في مداخلات وأسئلة أجاب عنها الضيف وأسهمت في اغناء الأمسية الحوارية.
هذا وحضر الأمسية جمع غفير من بنات وأبناء الجالية العراقية ومن المهتمين بالشأن العراقي، وكذلك شارك في الأمسية ممثلو احزاب ومنظمات الجالية العراقية.