تتابع اللجنة المركزية للحركة التقدمية الكويتية بقلق واهتمام بالغين الأحداث الخطيرة والتطورات الدراماتيكية المثيرة للاستغراب والجرائم الوحشية النكراء التي تشهدها بعض المناطق في العراق وسورية ولبنان على أيدي المنظمة الإرهابية المشبوهة لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
وترى حركتنا التقدمية الكويتية أنّ هذه المنظمة الإرهابية المشبوهة إنما تنفذ مخططات رسمتها الدوائر الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية لخدمة مصالحها وتنفيذ مشروعاتها لتفتيت بلداننا وتقسيم مجتمعاتنا واستثارة حروب أهلية ونزاعات دينية وطائفية بغيضة فيها وصولاً إلى إعادة تقسيم المنطقة ورسم خارطة جغرافية سياسية جديدة لإحكام القبضة الإمبريالية الأميركية على المنطقة أكثر فأكثر؛ ولضمان تسيّد المشروع الصهيوني عليها؛ ولقطع الطريق على تطلعات شعوب المنطقة في الحرية والحياة الكريمة والتقدم.
وبالتأكيد فإنّ الأنظمة الاستبدادية الفاسدة في بلدان المنطقة وسياساتها المعادية لشعوبها وتبعيتها للإمبريالية إنما توفّر مناخاً مناسباً لتفريخ مثل هذه المنظمة الإرهابية المشبوهة وسواها.
ومن هنا فإنّ الحركة التقدمية الكويتية تحذّر من أنّ بلادنا الكويت ليست بمعزل عن مثل هذه المخططات والأحداث التي تعصف بالمنطقة، خصوصاً في ظل تفاقم الأزمة العامة في البلاد نتيجة نهج الإنفراد بالسلطة وتنامي نزعة الاستبداد ورعاية قوى الفساد، وهو ما أدى ويؤدي إلى تصدّع الجبهة الداخلية وانكشافها أمام التآمر الخارجي والاستهداف الإقليمي والصراعات الطائفية التي تشهدها بلدان المنطقة. وترى اللجنة المركزية للحركة التقدمية الكويتية أنّ التصدي للقوى الإرهابية الرجعية المشبوهة يجب أن يرتبط بأمرين وهما: فضح المخططات الإمبريالية الصهيونية الرجعية لإعادة تقسيم المنطقة وتفتيتها وفق تقسيمات دينية وطائفية وإثنية؛ وأن يكون هذا التصدي جزءاً من معركة وطنية ديمقراطية شعبية ضد قوى الهيمنة والاستبداد والفساد.
وفي هذا السياق تؤكد الحركة التقدمية الكويتية تضامنها مع الأشقاء في العراق وسورية ولبنان، وعلى وجّه أخص مع القوى التقدمية والوطنية الديمقراطية في تصديها للقوى الظلامية الرجعية ونضالها من أجل حقوق الناس وحرياتهم وكراماتهم التي لا يمكن تأمينها إلا في ظل أنظمة وطنية ديمقراطية مدنية متحررة من التبعية وممثلة للإرادة الشعبية.
الكويت في 8 أغسطس/ آب 2014