مدارات

في ذكرى رحيل الرفيق ابراهيم نقد*

فائزة ابراهيم نقد
لنجعل ذكراه دائما مرتبطة بفكره العميق وعزيمته الجبارة وإصراره الذي لم يفتر تجاه إقامة وطن شامخ بارادة الجماهير التي لم يتخل يوما عن الثقة العالية فيها, واثقا بان الوطن بإرادة شعبه سوف يستعيد الحرية والديمقراطية.
ففي ذكراه نسلط الضوء علي تراثه الفكري والذي يلبي الحاجة الملحة التي تواجه الشعب السوداني اليوم، فالكلمة الشريفة الصائبة لا يمكن أن تموت، والمسار الواضح لا يمكن طمسه مهما كانت المحاولات.
بما ان تطور السودان مرتبط بالديمقراطية والتعددية: ننتقى بعض المقولات من كتابه (قضايا الديمقراطية في السودان) فذكراه منارة تنير لنا الدرب والمسار، فالى المقتطفات:
1. "نحن نعتقد ان الثورة الوطنية الديمقراطية وتطورها صوب الاشتراكية مرتبط بالتعددية، وليس بالطبقة الواحدة حتى لو كانت الطبقة العاملة،ليس بالحزب الواحد حتى لو كان الحزب الشيوعي, فالتعددية سمة من سمات تطور الثورة الوطنية الديمقراطية وسوف تكون ملازمة لها، وفي تقديري حتى الاشتراكية"، (قضايا الديمقراطية في السودان ص 30).
2. "قضية أداة التغيير حسمها الشعب السوداني: فشكل الانتفاضة والإضراب السياسي أصبح مرتبطا بجماهير الشعب, في شكل تعبئتها, في شكل زحفها, في شكل وحدتها, في شكل تصديها للقضايا"، (نفس المرجع ص 31).
3. (الديمقراطية- التعددية-الانتفاضة) هي خلاصة أساسية في تطور الثورة السودانية (نفس المرجع ص31).
4. "لا ينبغي بالطبع فصل الجانب الوطني عن الديمقراطي إذ لا يمكن تحقيق هذا دون ذاك او هذا قبل ذاك"، (نفس المرجع ص54).
5. "فكلما تقترب من واقع مجتمعك تصبح اكثر معرفة بمصالح شعبه والطريق الموصل إليها- كلما كان بمقدورك إقناع الشعب بالسير معك, لتحقيق هذه الاهداف لأنها تخدم مصالحه"، (نفس المرجع ص60).
6. "مستقبل تطور الثورة السودانية وتطور الديمقراطية مرتبط بحل مشكلة القوميات في المناطق المتخلفة، حلا ديمقراطيا ومساواة المواطنين باصلاح عميق في الدستور والقوانين بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والعرقية والثقافية والقومية"، (نفس المرجع ص 32)
7. "فالروابط القبلية تعبير عن تطور داخل القبيلة،تقوده الاقسام المستنيرة من أبنائها تعبيرا عن استقلال ذاتي، ويدور داخل الروابط صراع: البعض يريد ان يحافظ على.المظلة الطائفية من موقع الاستقلال داخلها، والبعض ينزع للخروج من تلك المظلة وهذه نزعة نحو الاستقلال ...الخ"، (نفس المرجع ص 22)
هكذا نستمد القوة والثبات من معرفتك العميقة،ووعيك المبدئى بحقائق وواقع المجتمع السوداني, والمعالجة المبدئية المرتبطة ارتباطا وثيقا بسيادة الديمقراطية والتعددية.
فذكراك باقية أبدا في وجداننا ووجدان الشعب السوداني وهذا هو عزاؤانا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أسرة الراحل