مدارات

اقليم كردستان: عيد هذا العام "نوروز التحدي" تقديراً لشهداء وجرحى البيشمركة

"متابعة طريق الشعب"
لم تجد السلطات المحلية في إقليم كردستان، حراجة من الاعلان عن استغلال اعياد نوروز، مناسبة للتحدي في وجه التنظيمات الارهابية، وليس فقط مواعيد للاحتفال بحلول الربيع، حتى بدت اغلب الازياء الفلكلورية الكردية المعروفة للنساء والرجال، مطرزة بالالوان العسكرية، في إشارة الى التضامن مع من سقط شهيداً وجريحاً في قوات البيشمركة.
ومن اقصى مناطق الاقليم قرب الحدود مع تركيا، حتى اخرها بالقرب من الحدود الادارية لمحافظة نينوى، تلقي الاوضاع الامنية بثقلها على احتفالات عيد نوروز هذا العام، وان تغيرت في مضمونها وطرقها من مكان الى اخر، الا انها لم تكن بتلك الكرنفالات الصاخبة، كما حدث في الاعوام الماضية، بسبب اتساع مناطق القتال بين تنظيم داعش وقوات البيشمركة والفصائل التي تساندها، في مناطق سهل نينوى وجنوب محافظة كركوك.
في السليمانية، ذكرت قائممقامية المدينة انها لن تنظم احتفالات بعيد نوروز، وستكتفي ببعض الفعاليات البسيطة عرفاناً لدور شهداء وجرحى قوات البيشمركة، وقال انها ستتكفل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لتأمين اماكن المحتفلين في شارع سالم، احد اهم شوارع المدينة.
وقال قائممقام قضاء السليمانية اواد محمد غفور في بيان له ان "كل الكورد يحتفلون بأعياد نوروز أو رأس السنة الكوردية من أكراد إيران وباكستان والهند وسوريا، كما هو الحال في إقليم كوردستان في احتفالات تستمر ثلاثة ايام"، مشيراً الى ان "القائممقامية استعدت لتأمين الاحتفالات غير الرسمية بتنسيق عال مع الأجهزة الأمنية".
واضاف ان "الاحتفالات والفعاليات ستختلف هذا العام عن الاعوام الماضية، وستخصص بشكل يليق بالشهداء والجرحى الذين سقطوا نتيجة معارك البيشمركة مع عناصر داعش، اذ ستعبر عن الوضع الراهن ووضع المقاومة التي تخوضها قوات البيشمركة".
وقال إن "الحكومة المحلية خصصت شارع سالم وسط مدينة السليمانية لإجراء هذه الفعاليات والاحتفالات، التي ستشارك فيها مختلف دوائر الدولة وتحت تأمين تام من قبل الأجهزة الأمنية في المحافظة".
ويقول بعض اهالي السليمانية، انهم سيحتفلون بطريقتهم الخاصة بعيد نوروز، اذ زارت اعداد من العوائل الجبال والمتنزهات العامة، اذ اعتبروها بالاعياد المباركة، والتي سميت هذا العام بـ"نوروز التحدي".
المستشار الإداري لمحافظ السليمانية عبد الخالق محمد عبد الغفور قال ان "نوروز بالكردية هو اليوم الجديد، حيث تقول القصة ان اصل التسمية هي ثورة الشعب والفلاحين على حاكم يسمى الضحاك، وهو من اكثر الحكام تعطشاً للدماء، وبعدما سيطر الشعب والفلاحين على الحكم سمي يوم الثورة باليوم الجديد، الذي اعتبره الكرد رأس السنة الكردية"، مشيراً الى ان "نوروز يوم مبارك يحتفل به جميع كرد العالم، كون الشعب ضحى بنفسه وقتل الحاكم الطاغي".
وأضاف محمد أن "الحكومة المحلية في السليمانية لم تجر احتفالاً لهذا العام كالاحتفالات التي كانت تقيمها في الأعوام السابقة، لان المنطقة تشهد معارك مع عصابات داعش، وتقديراً لدماء الشهداء والجرحى الذين يسقطون يومياً، اسمينا نوروز هذا العام بنوروز التحدي، الذي اقتصر على إقامة فعاليات لإحياء ذكرى هذه الأعياد المباركة وزيارة عوائل الشهداء والجرحى الراقدين في المستشفيات".
وتابع "كحكومة محلية لم ندع للاحتفال ولم يخصص مكان معين للاحتفال، ومن يريد الاحتفال بهذه المناسبة فهو حر في اختيار أي مكان من المحافظة، لكننا عطلنا الدوام الرسمي من يوم غد السبت الى الاثنين المقبل، لكي تحتفل من تشاء من العوائل على طريقتها الخاصة، فكل أماكن المحافظة مهيئة لمن يريد الاحتفال، وتم توفير الأمن وسيارات الاسعاف والدفاع المدني، كما وضعنا الخطط لتلافي الزحامات المرورية.