مدارات

جمهورية التشيك .. الشيوعي نجاحات انتخابية وانفتاح على القوى الأخرى

رشيد غويلب
اجرت جريدة الحزب الشيوعي الالماني " انزه تسايت" (عصرنا)، التي تصدر اسبوعيا، في عددها المرقم 12/2015 ، حوارا مع فويتيخ فيليب رئيس الحزب الشيوعي ، ونائب رئيس البرلمان التشيكي تناول فيه نجاحات الحزب الانتخابية الاخيرة، وانفتاحه على احزاب الوسط في البلاد، وطبيعة علاقته بحزب اليسار الاوربي، وعموم الوضع في بلاده، ولالقاء الضوء على عمل الحزب وسياسته في ما يلي عرضا لاهم ما تضمنه الحوار:
في البداية تحدث فيليب عن نتائج تعاونهم مع قوى البلاد السياسية الاخرى، مشيرا الى دخول الحزب بعد الانتخابات البلدية في 2014 في تحالفات برلمانية في 11 مجلس بلدية وحدة ادارية ومدينة، وتجري الاستعدادات للدخول في تحالف في مجلس بلدية مدينة اخرى،وهذا يمثل توسع كبير لدور الحزب، فضلا عن تواجد الحزب ايضا في بلديات بعض الا قضية والمدن الكبيرة.
والحزب لا يتحالف فقط مع الاجتماعيين الديمقراطيين، بل يتحالف في عدد من المدن مع يمين الوسط، وفي مجالس بعض البلديات مع منظمات، وحركات محلية. وان الوقت مبكر لاجراء تقييم عميق، لان بعض التحالفات تم التوقيع عليها اخيرا، ولم تشكل اللجان، وتوزع المهام بعد، وتجري المفاوضات في مدن اخرى بشان اقرار الميزانية، وتبدوا تحالفات الحزب على العموم مستقرة، واعضائه في المجالس يتحدثون عن اجتماعات موضوعية وجدية، ويعتقدون ان الاجواء داخل البلديات تسمح في تحقيق الكثير من برنامج الحزب.
والحزب يركز في أولوياته على على الملفات الاجتماعية، وتوفير فرص عمل جديدة، وفي البلديات التي تحققت فيها اكثرية جديدة، يسعى الحزب لإصلاح الإخفاقات السابقة، وقدم فيليب امثلة ملموسة تتعلق بابنية مستشفيات، ومسابح، ومرافق عامة اخرى كانت في اوضاع سيئة، نتيجة لسياسات الاكثرية اليمنية السابقة، التي كانت توظف هذا الواقع لخصخصة هذه المرافق. وتوضع الآن اولويات لمنح العقود العامة، والمحافظة على تكاليف التدفئة، والماء، وجمع القمامة، والامر يعتمد على الوضع المالي للبلدية المعينة، وخصوصا تلك التي تعاني من مديونية مرتفعة.
ويشير الزعيم الشيوعي الى وجود مشكلة في تطوير عضوية الحزب في منظمات الحزب المختلفة، ولذا يركز الحزب على تبادل الخبر في كيفية الوصول الى الاجيال الشابة. والمشكلة تكمن في وصول منظمات الحزب القاعدية، التي يغلب عليها التقدم في السن، الى اوساط الشبيبة. ان على الحزب ان يصبح في حالة تمكنه، من الوصول الفاعل الى اوساط الشبيبة.
ان الشبيبة المتمردة والمتطرفة والغاضبة تتميز بعدم التعويل على المصالح المادية، واهتمامهم متنوعة: الفن، الفن التشكيلي، حماية البيئة، والدفاع عن حقوق الانسان، قضايا السلام، الرياضة. ومن اهم مهام الحزب الشيوعي هو كسب الشباب.
وبخصوص تمتع الحزب الشيوعي بصفة مراقب في اطار حزب اليسار الاوربي، اكد فيليب ان حزبه لا يعمل فقط مع الاحزاب الشيوعية والعمالية، بل ينفتح على وسط يساري واسع في أوربا، فالكثير من الاحزاب، وحركات النساء، والسلام، وحماية البيئة، ومعاداة الفاشية، والنقابات تمتلك الكثير من المشتركات مع الحزب. وبعد دخول جمهورية التشيك الاتحاد الأوربي، اصبح نواب الحزب اعضاء في كتلة اليسار في البرلمان الاوربي، الى جانب نواب حزب اليسار الأوربي، ومن هنا رأى الحزب ضرورة المشاركة في نشاطات معينة لحزب اليسار الأوربي.
واختار الشيوعي التشيكي صفة المراقب، وليس العضوية الكاملة، لان برنامجه يستند الى الماركسية اللينينية، ويهدف الى إقامة الاشتراكية، لذلك لدى الحزب بعض التحفظات اتجاه سياسات حزب اليسار الأوربي. ولكن الشيوعي التشيكي يقدر العمل مع الاجيال الشابة، ومع الحركات الجماهيرية، وينظر باحترام الى عمل حزب اليسار الاوربي، الذي يملك اقتصاديين وخبراء في قضايا حماية البيئة، في مجالات عديدة. ويسجل الشيوعي التشيكي نقدا على حزب اليسار الاوربي، بشأن تركيز الاخير على بلدان جنوب وغرب اوربا، واعطائه اهتماما اقل للتطورات في في بلدان وسط وشرق اوربا، التي تعيش بعضها صراعات مسلحة، وتصعيد في العداء للشيوعية، وضغط نمو غير مسبوق للفاشية، والقوى القومية.
ويشير زعيم الحزب الشيوعي الى العلاقات الجيدة التي يمتلكها حزب اليسار الاوربي مع قوى اليسار الصاعدة في امريكا اللاتينية، وفي الشرق الاوسط، ومنطقة البحر الابيض المتوسط، وافريقيا ، ويسعى اليسار الاوربي للمساعدة في حل المشكلات التي تعاني منها هذه المناطق. وهذا النشاط محط اعتزاز وتقدير شيوعي تشيكيا، وما عدا ذلك لحزب اليسار نشاط ملحوظ في سبيل المساواة بين النساء والرجال، وكذلك داخل الحركات الاجتماعية. ان مجمل عمل حزب اليسار الاوربي جدير بالاعتبار.