مدارات

اليمن.. اشتباكات على الحدود مع السعودية وحكومة هادي تطلب التدخل البري

«طريق الشعب»
ذكرت مصادر طبية يمنية، امس الاربعاء، أن ضربة جوية دمرت مصنعا للألبان في الحديدة باليمن ليل الثلاثاء ما أدى إلى مقتل 23 عاملا.
وذكر سكان يقيمون قرب المصنع أنه يقع قرب معسكر للجيش موال للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقالت المصادر الطبية إن كل القتلى عمال كانوا بالمصنع وقت الضربة التي دمرت أيضا مستودعا للوقود. وفي عدن قالت مصادر إن "أصداء الأعيرة النارية وانفجارات قوية ظلت تدوي طوال الليل". وأظهرت تسجيلات فيديو على الإنترنت اشتباكات فيما يبدو في قاعدة عسكرية موالية لصالح إلى الشمال الشرقي من المدينة. من جهة أخرى، قال عمال في ميناء ميدي بمحافظة حجة إلى الشمال من الحديدة إن ستة جنود قتلوا في غارة على مركز دفاع ساحلي بالمنطقة في حين أصابت ضربات أخرى معسكرا للجيش في صنعاء ومنشأة حكومية في صعدة بالشمال.
الاشتباكات تمتد الى الحدود
واشتبكت القوات السعودية مع المقاتلين الحوثيين في أعنف تبادل لإطلاق النار عبر الحدود منذ بدء حملة القصف الجوي التي تقودها السعودية الأسبوع الماضي بينما دعا وزير الخارجية اليمني الى تدخل بري عربي سريع.
وقال سكان ومصادر قبلية في شمال اليمن إن "تبادلا للقصف بالمدفعية والصواريخ وقع على امتداد عدة قطاعات من الحدود السعودية". وأضافوا أنه "سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف فيما حلقت طائرات هليكوبتر سعودية".
وفي عدن جنوب البلاد واصل المقاتلون الحوثيون ووحدات من الجيش متحالفة معهم هجوما ضد القوات الموالية لهادي وحاولوا السيطرة على آخر معقل رئيسي متبق لقوات الرئيس هادي.
وعلى مسافة أبعد باتجاه الغرب دخل المقاتلون الحوثيون قاعدة عسكرية ساحلية تطل على مضيق باب المندب الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر حين فتح لهم جنود اللواء السابع عشر بوابات المنشأة"، حسبما قال مسؤولون محليون.
ويعتبر مضيق باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب ممرا مائيا حيويا يتم من خلاله نقل حوالي ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا إلى اوروبا واسيا والولايات المتحدة.
ودعت حكومة هادي التي تتخذ من السعودية مقرا الآن إلى تدخل عربي بري في اليمن "بأسرع وقت ممكن".
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ردا على سؤال لقناة العربية الحدث التلفزيونية حول ما إذا كان يطلب تدخلا بريا عربيا "نعم نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتى يتم بالفعل انقاذ البنية "التحتية".
وتقول السلطات السعودية إنها حشدت قوات على الحدود استعدادا لأي هجوم بري لكنها لم تحدد موعدا لدخول القوات البرية. وقالت باكستان إنها سترسل قوات لمساندة السعودية.
وقال العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية إنه "يمكن ان تكون هناك عملية برية محدودة في مناطق محددة وفي اوقات محددة لكنه قال انه لا يجب توقع ان يحدث تحول بصورة آلية إلى عملية برية".
وطالب بعدم التركيز على العملية البرية باعتبارها ضرورة طالما امكن تحقيق الاهداف عبر وسائل أخرى.
وفي بلدة يريم بوسط اليمن قال سكان إن ضربة جوية أصابت شاحنة صهريج لنقل الوقود ما أدى الى مقتل عشرة أشخاص على الأقل.
وخاضت السعودية حربا برية قصيرة ضد الحوثيين في المنطقة الحدودية عام 2009 وكانت تدعم الرئيس اليمني صالح في ذلك الحين.
ويأتي الصراع في اليمن بعد سنوات من الاضطرابات وتفكك السلطة المركزية في بلد مازال يتعامل مع حركة انفصالية في الجنوب الى جانب استياء القبائل وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أنشط فروع القاعدة.
ووصف نائب وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان الضربات السعودية بأنها "خطأ استراتيجي". وقال إن طهران لديها مقترح لإنهاء الصراع وتحاول التواصل مع الرياض. ولم يذكر تفاصيل.
وأضاف في الكويت أن "بوسع ايران والسعودية التعاون لحل الأزمة اليمنية"، مشيرا الى أن "طهران توصي بعودة كل الأطراف في اليمن الى الهدوء والحوار".
ونقل عنه قوله "عاصفة الحزم ستستمر للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن آمنا مستقرا وموحدا."
حصار بحري وجوي ومنع مساعدات
وفي حين أن الضربات لم تنجح حتى الآن في وقف تقدم الحوثيين فإن التحالف يقول إنه نجح في إغلاق المجال الجوي اليمني امام داعمي الحوثيين وفرض حصارا بحريا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "احدى طائراتها منعت من الهبوط في صنعاء لتوصيل إمدادات طبية"، ودعت اللجنة الى "إزالة العقبات سريعا أمام نقل الإمدادات الطبية الحيوية لليمن، اللازمة لعلاج المصابين."
كما دعت كل المقاتلين الى السماح لعمال الإغاثة بممارسة عملهم بأمان، حيث قتل متطوع في الهلال الأحمر اليمني بالرصاص في الضالع يوم الاثنين بينما كان يجلي جرحى.
احتكاك أمريكي- إيراني
وقالت شبكة الاخبار الامريكية "CNN" أن "حادثا خطيرا وقع قبل أيام في مياه الخليج العربي بقيام طائرة مراقبة تابعة للجيش الإيراني بالاقتراب إلى مسافة لا تزيد عن عشرات الأمتار من مروحية قتالية أمريكية كانت تقوم بدورية روتينية" فيما اعربت واشنطن عن "قلقها من إمكان عدم امتلاك الجيش الإيراني القدرة على ضبط عناصره في المنطقة".
وقالت المصادر أن الحادثة كان يمكن أن "تتطور إلى قضية خطرة، وقد أثارت جديتها قلق القيادة العسكرية الأمريكية باعتبار أن القوات الإيرانية قامت خلال الأشهر الماضية بتدريبات ومناورات بمياه الخليج دون حوادث تذكر"
وقال مسؤول عسكري أمريكي طلب من CNN عدم ذكر اسمه "نظن أنها حادثة ناجمة عن أوامر محلية"، رغم تزامنها مع المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في سويسرا وكذلك مع التوترات المتصاعدة في اليمن على ضوء عمليات "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين.
وحول تفاصيل الحادثة قال مسؤولون أمريكيون إن طائرة مروحية مقاتلة تابعة للجيش الأمريكي من طراز MH-60R كانت تقوم بدورية فوق المياه الدولية بعدما انطلقت من السفينة الحربية الأمريكية "كارل فنسون"، وخلال تحليقها اقتربت منها لمرتين طائرة استطلاع إيرانية غير مسلحة من طراز Y-12 إلى مسافة خطيرة لا تزيد عن 45 مترا.
وكانت الطائرة ضمن مهمة تقوم بها البحرية الأمريكية في مياه الخليج لمراقبة السفن الإيرانية التي قد تحمل شحنات أسلحة لدعم المسلحين الحوثيين في اليمن والإبلاغ عنها للسعودية التي تقوم بالحملة الجوية ضد الجماعة.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن المروحية الأمريكية غيرت مسارها وواصلت الاتصال بسفينتها دون حصول أي اتصال مع الطائرة الإيرانية، وقد التقط الطاقم صورا للحادثة، ولكن البحرية الأمريكية لن تنشرها.