مدارات

اليمن.. غارات جوية مستمرة وتظاهرات للحوثيين

"متابعة طريق الشعب"
حطت في العاصمة اليمنية صنعاء، امس السبت، طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، محملة بـ35.6 طن من المساعدات الطبية ومعدات الإغاثة، لمساعدة ضحايا النزاع في اليمن بعد 17 يوماً من الغارات السعودية.
وتعد هذه الشحنة الثانية من المساعدات التي نجحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إيصالها جوا خلال يومين إلى اليمن.
وقالت الناطقة باسم اللجنة ماري كلير فغالي، لـ"فرانس برس"، إن "هذه الشحنة الجديدة تزن 35.6 طن، من بينها 32 طنا من المساعدات الطبية والبقية معدات لتنقية المياه ومولدات الكهرباء وخيام".
وكانت طائرتان تحملان مساعدات طبية، الأولى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، والثانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، هبطتا في صنعاء الجمعة الماضية.
من جانبها، طلبت الأمم المتحدة الجمعة "هدنة إنسانية فورية لبضع ساعات" على الأقل يوميا في اليمن، للسماح بنقل مزيد من المساعدات للبلاد، حيث قالت إن الوضع "يتدهور ساعة بعد ساعة".
غارات جديدة
واستهدفت غارات جوية، مخازن للاسلحة في صنعاء بوزارة الدفاع ومبان أخرى، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد القتلى وصل إلى أكثر من 650 شخصاً وأكثر من الفي جريح منذ بدء الضربات.
واستهدف طيران تحالف "عاصفة الحزم" عدة مناطق في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة عدن جنوبي البلاد، التي شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بين قوات اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى.
وفي صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، اندلع حريق كبير في المطار، بعد قصف مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة تابعة للحوثيين، أهمها قاعد الديلمي الجوية القريبة من المطار.
وفي الضالع جنوبي اليمن، شنت الطائرات غارات على مقر اللواء 33 مدرع، الذي يتمركز فيه الحوثيون.
اشتباكات في عدن
وأدت الاشتباكات في عدن إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف اللجان الشعبية والحوثيين، بالإضافة إلى أضرارا كبيرة لحقت بمنازل المدنيين.
وذكرت مصادر ميدانية أن الاشتباكات تركزت في دوار السفينة الواصل بين منطقتي دار سعد والشيخ عثمان، حيث كان تتمركز آليات عسكرية تابعة للحوثيين.
وأكدت تلك المصادر أن الطرفين استخدما في تلك المواجهات الدبابات والأسلحة الرشاشة.
وفي منطقة خور مكسر حيث يتمركز الحوثيون، قصفت دبابات اللجان الشعبية مواقع لهم قرب مطار عدن.
كما نفذت قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، قصفا عنيفا عشوائيا على منطقة المعلا والقلوعة، ما أدى إلى تدمير عدة منازل وإحراق بعضها.
أمريكا: نساعد السعودية بـ"المعلومات"
قال مسؤولون أمريكيون لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز تبادل معلومات المخابرات مع السعودية لتزويدها بقدر أكبر من المعلومات بشأن الأهداف المحتملة ضد الحوثيين.
ويأتي تعزيز هذه المساعدة بعد أن أخفقت إلى حد كبير الغارات الجوية التي تشنها السعودية وحلفاؤها منذ أسبوعين في وقف تقدم الحوثيين.
وقال المسؤولون إن "المساعدة الموسعة تتضمن بيانات مخابرات حساسة ستسمح للسعودية بتحسين مراجعتها لأهدافها في القتال".
وأشار مسؤول آخر "وسعنا المجال فيما نتبادله مع شركائنا السعوديين، لنساعدهم في تعزيز تفهم ساحة القتال والموقف مع قوات الحوثيين، ونساعدهم في تحديد مناطق يتعين عليهم تفاديها(لتقليل أية خسائر في صفوف المدنيين)".
برلمان باكستان يرفض
من جهة أخرى، عارض البرلمان الباكستاني إنضمام باكستان إلى قوات التحالف التي ترأسها الرياض،والتي تأمل أن يتوسع التحالف، ليضم دولاً أخرى من خارج المنطقة لقصف الحوثيين.
قرار دبلوماسي دولي
ورجحت مصادر دبلوماسية تحدثت إلى "سكاي نيوز"، تأجيل التصويت على مشروع القرار الخليجي بشأن اليمن في مجلس الأمن، بسبب عدم وجود توافق خليجي- روسي على بعض بنود المشروع.
وأفادت مصادر في نيويورك أن "التصويت قد يتم الاثنين المقبل، بينما طالبت روسيا بوقت من اجل التشاور".
واستمرت المشاورات الماراثونية، بين الدول الخليجية بالإضافة إلى الأردن من جهة، وروسيا من جهة أخرى، حول مشروع القرار، ولا يزال الخلاف سيد الموقف بين الطرفين.
وتتحدث مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة عن تحفظ روسي على ذكر أسماء بعينها في لائحة العقوبات التي يطالب بها القرار، التي تضم كلا من أحمد صالح نجل الرئيس اليمني السابق وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، إلا أن الطرفين اقتربا من اتفاق بشأن هذه النقطة.
وتبقى النقطة الخلافية الأكبر ممثلة في مسألة حظر الأسلحة على الأطراف اليمنية، فبينما يطالب مشروع القرار الخليجي بفرض حظر أسلحة على الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح، ترى موسكو أن الحظر يجب أن يشمل جميع الأطراف بما فيها الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي.