- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2015 19:03
عبد جعفر و وفاء الربيعي
تحت شعار " العراق الى أين؟ في الذكرى الـ 12 لغزوه ، الواقع الحلول وأليات التنفيذ" نظمت لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي- المملكة المتحدة حلقات دراسية على مدى يومين (10 و11 نيسان 2015)، بدعم من نقابة المعلمين البريطانية.
وأوضحت اللجنة أن توقيت الحلقات الدراسية يتزامن (مع الذكرى الثانية عشرة لغزو بلدنا العراق، من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، وسقوط نظامه الديكتاتوري في 9 نيسان2003).
وسعيا من اللجنة لتأطير جانب من النقاش حول الخيارات المطروحة للخروج من أزمات بلدنا العراق المعقدة، سواء السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو التعليمية والصحية. وتلك التي فرضتها سياسات المحاصصة الطائفية والمذهبية والإثنية وتداعياتها الخطرة على دور الدولة ومكانتها، وما يواجهه بلدنا من هجمة شرسة ممثلة بإحتلال عصابات داعش لعدد من المحافظات. تضعنا جميعا امام مسؤولية تقديم رؤية تنقذ ما يمكن إنقاذه في أكبر منعطف يشهده تاريخ العراق المعاصر.
واشارت اللجنة الى ان الدعوة نابعة من موقف وطني واضح إختطه التيار الديمقراطي العراقي وسار عليه منذ بداية إنطلاقة عمله وعبر عنه في أكثر من موقف ومناسبة، والقائم على نبذ المحاصصة الطائفية والمذهبية والإثنية وتعزيز دور الدولة المدينة الحديثة. ومضت اللجنة المنظمة تقول: ان مسؤولية تاريخية ووطنية وأخلاقية تقع على عاتق فئات المجتمع الناشطة في العمل السياسي والفكري والمهني والمجتمع المدني، ومن الأكاديميين وأصحاب الإختصاص، وعليهم تقديم تصوراتهم ورؤاهم من أجل مقاربة المشاكل والصعب التي يعيش أبناء شعبنا تفاصيلها، وف? ذات الوقت إقتراح الحلول المشفوعة بآليات التنفيذ.
وكان إفتتاح برنامج الحلقات الدراسية ابتدأ بالترحيب بالحضور وعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة حداد على شهداء العراق.
ثم القي عدد من الكلمات، بعدها قدم الاستاذ رائد فهمي المنسق العام للتيار الديمقراطي، ورقة اللجنة التنفيذية العليا للتيار الديمقراطي

والتي كانت بعنوان ( شكل الدولة التي يسعى التيار الديمقراطي العراقي الى بنائها- رؤية في مسار العملية السياسية:إصلاح أم تغيير) وادار الندوة السيد بريان كوكسون -أمين صندوق المعلمين في بريطانيا.
ثم بدأت فعاليات الحلقة الاولى في قاعتين ساهمت فيها البرلمانية شروق العبايجي متحدثة عن ( دور البرلمان الرقابي والتشريعي، المعوقات والحلول)، وادار الندوة الدكتور أحمد علي إبراهيم - عضو اللجنة التنفيذية العليا للتيار الديمقراطي في العراق.
وقدم الدكتور فالح عبد الجبار مدير معهد الدراسات العراقية ورقة بعنوان ( مفهموم الإنقسام المجتمعي على أسس الهويات الدينية والمذهبية - تصاعد معدلاتها بعد 9 نيسان 2003). ادار الندوة البروفيسور سامي زبيدة الباحث السسيولوجي في جامعة بيربيك.
وفي الحلقة الثانية المسائية قدم الإستاذ ضياء الشكرجي الباحث في الشؤون الاسلامية والناشط الديمقراطي، ورقة بعنوان
(النزعات الطائفية وإنعكاساتها في عراق اليوم) وادار الندوة الشاعرة وفاء الربيعي عضو لجنة تنسيقية التيار الديمقراطي في المانيا.
وفي الحلقات الدراسية لليوم الثاني قدم الأستاذ أحمد جاسم صالح عضو المكتب المهني لنقابة المعلمين العراقيين ورقة بعنوان (دور النقابات في التعاضد الإجتماعي وبناء الديمقراطية) وادار الندوة الأستاذ عبدالله محسن الممثل الدولي لنقابات المعلمين في بريطانيا.
وفي محور المرأة قدمت السيدة هيفاء الامين ( مرشحة التحالف المدني الديمقراطي في الانتخابات الاخيرة) ورقة بعنوان

(واقع المرأة بعد الاحتلال الامريكي للعراق- قوة التقاليد العشائرية والقوانين الضامنة لحقوقها من تجربة شخصية) ، وأدارت الندوة الدكتورة شذى بيسراني .
اما عن الاقليات القومية والدينية ، فقد قدم الاب نضير ديكو راعي الكنيسة الكلدانية في المملكة المتحدة ورقة بعنوان واقع المكونات العراقية الاصيلة بعد 12 عام من غزو العراق.
وفي المحور الصحي قدم البروفيسور سلمان الرواف، استاذ الطب العام ومدير مركز التعاون مع منظمة الصحة الدولية في بريطانيا،جامعة امبريال كوليج- لندن ورقة بعنوان الواقع الصحي في العراق وسبل النهوض به ، ادار الامسية الدكتور ماجد الياسري .
وقد كان من المقرر ايضا حضور الدكتور كامل العضاض ليقدم ورقته الدراسية بعنوان _ اعادة هيكلة الاقتصاد العراقي- دور الدولة ومشاريع الخصخصة المطروحة) وبسبب تعذر حضوره قدمها الاستاذ مصباح كمال .
المؤتمر الصحفي
وفي نهاية هذه الفعالية الواسعة الحضور، والمتعددة المحاور عقد مؤتمر صحفي أداره الأستاذ فيصل عبدالله منسق لجنة التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة، وأشترك فيه كل من الاساتذة رائد فهمي المنسق العام العليا للتيار الديمقراطي، والبرلمانية شروق العبايجي ومجيد الحاج حمود سكرتير الحزب الوطني الديمقراطي الأول.
وأعتبر فيصل عبدالله هذه الفعالية إنطلاقة غير مسبوقة في العمل الديمقراطي والمدني بعد السقوط. لكون البحوث والمناقشات أشرت على نقاط مهمة يعيشها العراق على كافة الأصعدة. وشكر المساهمين والحضور والمنظمين في إنجاح هذه الفعالية.
وجدد الشكر أيضا الأستاذ مجيد الحاج حمود في كلمته القصيرة وأشاد بمستوى المحاضرات والمداخلات.
وأعتبرت السيدة العبايجي أن هذه الندوة تعطينا الدافع والعزم لتقييم التجربة السياسية ومراجعتها بشكل يخدم شعبنا ووطننا.
وأضافت أن ما تم طرحه شكل عاملاً مهماً للتواصل والإستمراية بين الداخل والخارج فهم إمتداد لنا ونحن امتداد لهم. وشددت على أهمية الاستفادة من البحوث المقدمة.
وأكد الإستاذ فهمي أن توقيت الندوة كان جيدا. وقد تميزت الدراسات بثرائها، مشيرا الى وجود طاقات مهمة في الخارج يتوجب الاستفادة منها والإهتمام بها. مشددا على أهمية أن يتسع صدى هذه الندوة وأن تنعكس على المستوى الوطني العراقي والجاليات العراقية في الخارج عبر توثيقها وإشاعتها.
وطالب بالمزيد من هذه الفعاليات وطرح الجمهور العديد من الإسئلة والمقترحات منها:
ماذا نعمل بعد الندوة؟ ما هي خطط العمل؟
- أهمية الأهتمام بالشباب أذ لوحظ غياب الشباب بشكل ملفت في هذه الندوة.
- ماهي السبل لتحقيق الحلول للمشاكل المطروحة التي أشارت اليها الدراسات؟
- تلخيص هذه الدراسات وتعميمها. والإستفادة من (الفيس بوك) وغيره في نشرها وخلق حوارات حولها.
- هل يتطلع التيار الديمقراطي الى دعوة التنظيمات الأخرى لدراسة المشاكل المهمة التي تم تشخيصها؟
- أهمية وجود صندوق ثابت لدعم نشاطات التيار الديمقراطي وخصوصا الاعلامي، وأي دعم أخر بشرط ان يحفظ للتيار إستقلالية قراره السياسي.
قالوا عن الحلقات الدراسية
عبد الله محسن الممثل الدولي لنقابات المعلمين في بريطانيا
إن نقابة المعلمين البريطانية وضمن تضامنها الأممي دعمت ماديا ومعنويا عقد هذا اللقاء في مقرها في لندن، وهي متواصلة في التضامن مع الشعب العراقي وقواه الحية ومنها التيار الديمقراطي من اجل إرساء دعائم الحرية والديمقراطية والبناء.
أحمد جسام صالح عضو المكتب المهني لنقابة المعلمين العراقيين
تعد هذه الفعالية مهمة جدا في التعريف بواقع العراق من خلال الشخصيات والحضور المساهمين ورؤية التيار المدني الديمقراطي للصعوبات التي تواجه العملية السياسية.
هيفاء ألامين مرشحة عن التحالف المدني الديمقراطي في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة
تأتي أهمية هذه الفعالية بعد مرور 12 عاما على اسقاط النظام الدكتاتوري وبداية مرحلة جديدة في تاريخ العراق ومواطنيه.
الحلقات الدراسية قدمت محاور متنوعة عن الواقع الإقتصادي وأداء السلطة التشريعية والجانب التعليمي والصحي وأوضاع المرأة العراقية. أي كل ما يلامس الواقع العراقي بأزماته العديدة بالإضافة الى إحتلال ثلث اراضي الوطن من قبل المنظمات الإرهابية، وذلك بهدف تشخيص المشاكل والإزمات ووضع الرؤية والحلول بإتجاه بناء الدولة المدنية الديمقراطية.
ونرى أن كل مواطن عراقي عليه أن يسهم بشكل أو بأخر في عملية التغيير واي مواطن غير معفي من المساهمة. فالمهمة مهمة الجميع، خصوصا وأن الفرد العراقي والوطن خرج محطما خلال مرحلة الإستبداد والقمع في النظام السابق. ويعانيان الآن من أعمال قوى الارهاب والظلام ومن النسبة العالية للأمية والتجييش الطائفي وضعف الخدمات المقدمة والمنجز الحكومي وتلكؤ الأداء البرلماني.
إن الخلل في البناء السياسي واقامته على أسس غير صحيحة هدرت طاقات البلاد، ولهذا، ركزت الحلقات الدراسية على أهمية بناء الإنسان العراقي وإعلاء شأنه وضمان مستقبله.
جواد الشكرجي الباحث في الشؤون الإسلامية والناشط الديمقراطي
ان هذا اللقاء المهم يتطلع الى تصحيح المسيرة الديمقراطية، ويخلص ثقافة مجمتعنا من المقدسات الموهمة، من اجل بناء الإنسان العراقي وتطلعه نحو الحرية.
ان ما قدم من خبرات يهدف الى تحقيق التغيير الذي يجب أن يكون من الأسفل الى الأعلى. نحن نعرف أن التغيير ليس سهلا، ولكننا نصر عليه فبدونه لا يمكن أن نلتحق بتطورات العصر ومسيرة الحياة بشكل عام، خصوصا مع إصرار القوى المتنفذة على النهج الطائفي المقيت.
البروفيسور سامي زبيدة
أنا مسرور بهذه الندوة ، حيث يتواجد فيها عراقيون وطنيون تقدميون ولديهم أفكار من أجل تطور العراق وإيجاد الحلول لمشاكله العويصة.
أنا سعيد أيضا للقائي بمجاميع عراقية متميزة، وهي فرصة طيبة أن أشترك في هذه الندوة وأقدم الدكتور فالح عبد الجبار، أذ كانت محاضرته رائعة عن ( مفهوم الأنقسام المجتمعي على أسس الهويات الدينية والمذهبية) وفيها تحليل دقيق وثمين.
وأشار الى أنه أفتقد للحضور الشباب سواء من المساهمين أو الحضور.
شروق العبايجي البرلمانية
الحدث مهم جدا ويعطي رسائل مهمة بهدف تحشيد قوى التيار الديمقراطي والعمل النقابي من اجل تصحيح المسيرة الديمقراطية التي شابها الكثير منذ عام 2003.
وأعتقد سيكون لها صدى طيب في العراق، وأرى أنها أيضا للتواصل مع خبراتنا في الخارج وتقديم تصوراتهم الى أخوتهم في الداخل عن الإزمات التي يعانون منها، وهذ أمر جوهري ومهم.
رائد فهمي المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي
هذه المبادرة تأتي في وقت مهم في تاريخ العراق والاهمية تكمن ايضاً في هذا الحضور من الشخصيات الثقافية والأكاديمية والنقابية، وعقدها في نقابة المعلمين البريطانية.
ونحن كتيار ديمقراطي بحاجة ضرورية أن نوصل تصوراتنا الى الرأي العام الأوروبي والبريطاني بشكل خاص، من خلال هذه الفعالية، كما نبغي من خلال هذه الدراسات إستنهاض الهمم لمواجهة التحديات القائمة، والخروج بتوصيات من أجل عراق أفضل.
غازي درويش البروفيسور في الكيمياء في جامعة سري
إمتازت الندوة بتناولها لقضايا مهمة حول الأزمة المصيرية التي يعاني منها العراق منذ عام 2003 وخصوصا ما يتعلق بالجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية.
وتميزت العروض بعمق التحليل والبحث عن ما هو متاح من الحلول.
وأتمنى أن يواصل القائمون على هذه الندوة جهودهم لإغناء المواضيع المطروحة وغيرها بندوات متخصصة.
عبد الله الموسوي البروفيسور في علم النفس التربوي
إتسمت الندوة التي أحسن اختيارها وتوقيتاتها ومحاضريها ورؤساء جلساتها، بالتنظيم الدقيق. وقد لعب المشرفون دورا مهما في انجاح الفعالية وإيصالها الى بر الأمان بحرص والتزام كبيرين.
أتمنى ان تكون بداية طيبة لندوات قادمة لخدمة العراق والعراقيين، خصوصا وأن الذكرى الثانية عشرة لإحتلال العراق استفزت شخصيات علمية متخصصة كل في حقله العلمي.
مصباح كمال باحث إقتصادي متخصص في شؤون التأمينات
هذه الندوة متميزة من حيث إختصاصات مقدمي المحاضرات والعدد الكبير من المشاركين لمدة يومين.
كل من شارك في هذه الندوة تعلم منها شيئا عن التقييم العلمي الموضوعي لجوانب مختلفة من تنظيم وادارة الحياة العامة في العراق، منها ما يتعلق بالتربية والتعليم والصحة والاقتصاد وبناء الدولة-الأمة، بالأضافة الى عرض دور التيار الديمقراطي كبديل وكمكمل للحياة السياسية في العراق.
وما يميز الندوة ايضا كشف المشاركين الهدر المتنوع والتبديد في موارد العراق.
الحاجة ماسة للمزيد من هذه الندوات النوعية، التي تبتعد عن المواقف المتحزبة والطائفية وفيها نفس عراقي عام يهمه مستقبل الوطن وتجاوز محنته.