- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 28 نيسان/أبريل 2015 19:20
رشيد غويلب
احتفلت، السبت الفائت في روما، القوى الديمقراطية، والقوى المعادية للفاشية بمناسبة الذكرى السبعين لتحرير البلاد من الفاشية. وتقدم الاحتفال الشخصيات القيادية في الحكومة والبرلمان الإيطالي. ففي الخامس والعشرين من نيسان 1945 ، اعلنت لجنة التحرير الوطني عبر الأثير انتصار حركة الأنصار، التي شكل الشيوعيون قوتها الأساسية، وهروب زعيم الفاشية الإيطالية بينيتو موسوليني من مخبئه في سالو. رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، استعرض حرس الشرف ووضع إكليلا من الزهور على نصب "مذبح الوطن"(النصب الوطني)، وحضر الاحتفالية كل من رئيس مجلس الشيوخ بيترو جراسو ووزيرة الدفاع روبرتا بينوتي.
بعدها انتقل الرئيس الى مدينة ميلانو حيث وضع إكليلا من الزهور وألقى كلمة في حفل أقيم في مسرح بيكولو. وكانت لجنة تحرير "ايطاليا العليا قد سيطرت في الخامس والعشرين من نيسان 1945 على السلطة في المدينة، في وقت كانت تجري فيه معارك صعبة ضد الفاشيين. وفي كلمته أثنى الرئيس على دور المقاومة في تحقيق النصر على الفاشية الإيطالية، والنازية الألمانية. وعد الرئيس الدستور الإيطالي، الذي اقر بعد الانتصار على الفاشية، والقائم على اسس مناهضة الفاشية: "النتيجة الأساسية للخامس والعشرين من نيسان" و "حجر زاوية الحضارة" و "نموذجا اجتماعيا" و "اساسا للأخلاق".
ولما له من اهمية تأكيد رئيس الجمهورية على "الحق في العمل" المثبت في الدستور، وكذلك على النضال ضد الفساد والمافيا، واعتبر هذه القضايا "أولوية الأولويات". وشارك رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رانزي في احتفالات مدينة فلورنسا، التي كان عمدتها في السابق. وكانت قوات الأنصار ألإيطالية قد حررت المدينة في الحادي عشر من آب 1944 ، اي قبل اربعة اسابيع من دخول قوات الحلفاء فيها.
وشهدت مواقع عدة في ايطاليا احتفالات واستذكارا لمآثر حركة المقاومة، كما هو الحال في "فيا تاسو" حيث هاجم الأنصار في الثالث والعشرين من اذار قوة من الـ"آس آس" الألمانية وكبدوها خسائر فادحة. وعلى اثرها اقتادت القوات النازية 335 من الرجال والنساء والأطفال الى كهوف "ارديتيانا" بالقرب من روما وابادتهم. وتحول المكان بعد الانتصار على الفاشية الى نصب تذكاري يزوره الكثير من الإيطاليين بهذه المناسبة ويضعون عليه باقات من الزهور.
وفي مدينة جنوا، التي تحمل الميدالية الذهبية للمقاومة، احتفل الآلاف في فيلا ميغونلا، التي وقع فيها قائد القوات النازية كونتر ماينهولد في الخامس والعشرين من نيسان 1945 وثيقة الاستسلام امام لجنة تحرير روما، وتم اعتقاله ومعه 9 آلاف جندي الماني.
رئيسة البرلمان الإيطالي لاورا بولدريني زارت بيت عائلة سيرفي في منطقة ريجيو اميليا، الذي تحول الى متحف يحمل اسم العائلة التي قدمت سبعة انصار إخوة، وقعوا في ايدي فاشية موسليني، وتمت تصفيتهم في سجن بارما . وبدعوة من الحكومة الإيطالية، شارك رئيس البرلمان الأوربي مارتن سولز في الاحتفال بهذه المناسبة. وفي كلمتها دعت وزيرة الدفاع الإيطالية شبيبة بلدها الى الحفاظ على ارث المقاومة، والعمل بروحيتها. ورددت مع الحاضرين أغنية حركة الأنصار الإيطالية المعروفة عالميا "بيلا تشاو"، التي جرى ترديدها خلال الاحتفالات في مواقع مختلفة.
وينص الدستور الإيطالي على اعتبار يوم قيام الانتفاضة المسلحة في الخامس والعشرين من نيسان 1945 "يوم التحرير من الفاشية". وكانت احتفالات هذا العام بهذه المناسبة، رد سياسيا على محاولات اليمين الإيطالي المتطرف ورئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني في السنوات الاخيرة، افراغ الدستور الإيطالي من النصوص التي تشير الى اسس مناهضة الفاشية، ومحاولات محو ارث الحركة الأنصارية وحركة المقاومة الإيطالية. وهذا ما أكده الكثير من المتحدثين في احتفالات هذا العام ومنهم رئيس الجمهورية الذي شدد على ان " ان مناهضة الفاشية عنصرا اساسيا للديمقراطية".