مدارات

بيان تضامني مع الحراكين الشعبيين في العراق ولبنان صادر عن الحركة التقدمية الكويتية

يأتي الحراكان الشعبيان الواعدان في العراق ولبنان ليؤكدا حقيقة أنّ الشعوب العربية لن تقبل بعد الآن بالتهميش؛ ولن تخنع لقوى الفساد وأنظمة المحاصصة الطائفية وسطوة رأس المال، إذ أدركت شعوبنا العربية أنّ قوتها تكمن في وحدتها، وأنّ الطريق الوحيد لخلاصها هو نضالها من أجل تحقيق الإصلاح والتغيير.
إنّ التظاهرات الاحتجاجية، التي عمّت خلال الأسابيع والأيام الأخيرة مدن العراق ولبنان وشارك فيها مئات الألوف من المواطنين العراقيين واللبنانيين للمطالبة بتوفير الخدمات ولتعرية الفساد ومحاسبة المفسدين وإدانة سوء الإدارة ونظامي المحاصصة الطائفية ومن أجل حياة حرة كريمة في ظل دولة مدنية ديمقراطية عادلة، تمثّل نقطة تحوّل مهمة في حياة الشعبين الشقيقين العراقي واللبناني ومسيرتهما الكفاحية، حيث رفعت الجماهير الشعبية في هذه المظاهرات الحاشدة شعارات ذات طابع مطلبي اجتماعي ووطني ديمقراطي مدني، من بينها "باسم الدين باقونا الحرامية"، و"خبز حرية دولة مدنية" في العراق، أو "بدنا نحاسب" و"حلوا عنا" في لبنان، ما يعني أنّ الشعبين العراقي واللبناني الشقيقين لا يقبلان أن يكونا كمّاً مهملاً لا دور له ولا قيمة أو اعتبار، وأنهما عازمان على التحرر من قيود الطائفية والتبعية للزعامات المتخلفة التي كانت تشلّ حركتيهما وتسلب إرادتيهما.
لقد كان واضحاً أمام العيان الدور البارز لمشاركة القوى التقدمية واليسارية والديمقراطية وعلى رأسها الحزبان الشقيقان الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي اللبناني في هذين الحراكين الشعبيين، ما يفتح الأفق أمام القوى التقدمية واليسارية والديمقراطية العراقية واللبنانية لاستعادة دورها المعهود تاريخياً في النضال الجماهيري من أجل الإصلاح والتغيير، ذلك أنّ القوى التقدمية واليسارية والديمقراطية هي القوى المؤهلة موضوعياً لتوحيد الجماهير الشعبية حول أهداف اجتماعية ووطنية وديمقراطية.
أخيراً نؤكد تضامننا مع الشعبين الشقيقين في العراق ولبنان ومع حراكيهما الواعدين اللذين يمثّلان بداية انطلاق الموجة الجديدة لانتفاضات الشعوب العربية.
اللجنة المركزية
الحركة التقدمية الكويتية
الكويت في 30 أغسطس "آب" 2015