مدارات

الغرب يتراجع عن شرط تنحي الاسد اولاً لحل الأزمة السورية

"طريق الشعب"
تتوالى التغيرات في مواقف الدول الغربية وبشكل متسارع بعد مطالباتها المستمرة منذ اندلاع الأزمة في سوريا بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد كشرط أساسي قبل البدء في أي تسوية في سوريا.
فبعد التغيير الذي جد مؤخرا على موقف الولايات المتحدة الأمريكية حيال سبل تسوية الأزمة في سوريا، وفي أعقاب تخلي البيت الابيض عن شرط رحيل بشار الاسد، ها هي فرنسا تعلن اليوم على لسان وزير الخارجية لوران فابيوس ان تنحي الأسد لا يمكن ان يبقى المطلب المطلق الذي لا يقبل التغيير.
موقف فرنسي مرن
وذكرت وكالة رويترز للانباء ان فابيوس أكد في حديثه الذي أدلى به لصحيفة لوفيجارو، ان بلاده لن تطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط اساسي لمحادثات السلام.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الوزير فابيوس قوله، انه اذا اشترطنا ان يتنحى بشار الأسد حتى قبل أن تبدأ المفاوضات فلن نحقق الكثير.
و يأتي هذا التراجع الملحوظ و المفاجئ في المواقف الدولية بعد أن عانت الدول الاوروبية من ازمة اللاجئين الوافدين على أراضيها و لمسهم المباشر للمعاناة التي خلفتها سياساتهم و الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة .
بريطانيا تقترح حملة
من جانبه، سيطالب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عند لقائه قادة العالم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بإطلاق حملة دبلوماسية جديدة لإنهاء الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا.
ومن المتوقع أن يتخلى كاميرون عن معارضته بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه خلال المرحلة الانتقالية في إطار أي تسوية سياسية يتم التوصل إليها.
إلا أنه سيصر على أن يتخلى الأسد عن منصبه بعد ذلك لإنجاح جهود المصالحة الوطنية.
وكان كاميرون - جنبا إلى جنب مع أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد طالب في وقت سابق برحيل الأسد عن السلطة كشرط لأي اتفاق سلام، وهو الموقف الذي رفضه بوتين باستمرار.
لكن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قالت الخميس الماضي إن الأسد يجب أن يُشرك في مباحثات السلام، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت الماضي إن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض.
كيان إقليمي للتنسيق
من جانبه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل "كيان إقليمي لتنسيق" الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد بوتين دعمه للرئيس السوري بشار الأسد، الذي طالبت دول غربية والمعارضة السورية برحيله.
ومن المتوقع أن تكون الأزمة على رأس جدول أعمال قادة العالم المجتمعين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقبل ذلك، بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أمس الاول، التدخل العسكري الروسي في سوريا والسبل نحو "عدم التعارض" واحتمال الوصول لانتقال سياسي في البلاد التي تمزقها الحرب.
وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين شريطة عدم الإفصاح عن اسمه "كان تبادلا للآراء بصورة مستفيضة فيما يتعلق بالتبعات العسكرية والسياسية للتدخل الروسي المتزايد في سوريا" مضيفا أن الاجتماع هدفه الإعداد لمحادثات بين الرئيسين الأميركي والروسي غدا الاثنين.
وأضاف "بحثا الحاجة ليس لمجرد عدم التعارض.. ولكن أيضا العودة للحوار بشأن سبل المضي قدما في عملية سياسية إذا أمكن ذلك.. وبحثا السبل المختلفة للتعامل مع ذلك".
وعدم التعارض تعبير دبلوماسي معناه تجنب الحوادث غير المقصودة أو الحوادث بين قوات عسكرية مختلفة تعمل في مسرح عمليات واحد.