مدارات

أردوغان يمتدح النظام السياسي في ألمانيا النازية!

رشيد غويلب
عد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، النظام الفاشي بزعامة هتلر في المانيا النازية مثالا للنظام الرئاسي الفعال.وأفادت وكالات الأنباء نقلا عن وسائل إعلام تركية، ان الزعيم الإسلامي المحافظ، رد على أسئلة صحفيين، بعد عودته من رحلة إلى المملكة العربية السعودية ، بشأن خططه لتحويل النظام السياسي في تركيا من نظام برلماني يتمتع فيه رئيس الجمهورية بصلاحيات بروتوكولية، الى نظام رئاسي تتركز السلطة التنفيذية فيه في يد رئيس الجمهورية. وهل هناك إمكانية لقيام مثل هذا النظام مع الحفاظ على مركزية هياكل الدولة؟ وردا على السؤال أجاب اردوغان: " في نظام موحد (كما هو الحال في تركيا) سيكون النظام الرئاسي ملائما جدا. وهناك أمثلة حالية في العالم وأمثلة من التاريخ، و هنا يمكن الإشارة الى "ألمانيا الهتلرية ." واستطرد: "وهناك امثلة اخرى في بلدان أخرى"، وفقا لوكالة إنباء دوغان التركية.
وفي وقت لاحق حاول مكتب اردوغان ان ينكر ان الرئيس تحدث بايجابية عن النظام في المانيا النازية. فمن "غير المقبول" ان يفسر تصريح اردوغان باعتباره "اشادة ايجابية" بنظام "الاشتراكية القومية". وان الرئيس أدان محارق اليهود، وكذلك حملات العداء ضد الإسلام، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية. وان النظام الهتلري في المانيا "مثالا سيئا" لنظام سياسي أنتج عواقب وخيمة"، بغض النظر عن كونه نظاما برلمانيا او رئاسيا.
ومن المعروف أن اردوغان عمل في السنوات الأخيرة من اجل تحويل النظام السياسي في تركيا من برلماني الى رئاسي، لينصب نفسه سلطانا مستبدا في قمته، ولكن انتخابات حزيران 2015 التي فقد فيها حزبه الأكثرية المطلقة، نتيجة لحصول تحالف اليسار الذي يضم حزب الشعوب الديمقراطي،القريب من حركة التحرر الكردستانية وقوى يسارية تركية، على 13 في المئة حالت دون ذلك، لهذا وظف اردوغان خلال الحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات المبكرة الأخيرة اساليب القمع والتخويف، بما في ذلك التعاون مع الإرهابيين والمليشيات الفاشية، لاخراج اليسار من البرلمان الجديد وإحكام قبضته عليه. ورغم استعادة حزب العدالة والتنمية للأكثرية في البرلمان الجديد، إلا أنها غير كافية لتمرير "التعديل" الدستوري. وإضافة إلى ذلك فان المعارضة في البرلمان التركي بمختلف تياراتها ترفض خطط الرئيس، وتصفه بالمستبد.
وتحدث اردوغان في كلمته في مناسبة حلول العام الجديد عن الاستمرار في تضييق الخناق على حزب العمال الكردستاني المحظور و"مكافحته حتى النهاية"، وأضاف " ان قواتنا الأمنية ستطهر الجبال وكذلك المدن متر بعد آخر من الإرهابيين، وستستمر في عمليات التطهير". ومنذ أسابيع يشن الجيش التركي والأجهزة الأمنية هجوما واسع النطاق ضد حزب العمال الكردستاني والمدنيين الأكراد وقوى اليسار في مدن كردستان تركيا، ويستخدم الجيش في عملياته، حسب شهود عيان، الدبابات ضد المدن المسالمة.
وفي وقت سابق من عام 2015 قامت ما يسمى بقوات الصدمة التركية بمهاجمة المئات من مقرات ومكاتب حزب الشعوب الديمقراطي اليساري المعارض. وتمت كذلك مهاجمة المقر المركزي لحزب الشعب الجمهوري (كماليين)، ومكاتب رئاسة تحرية جريدة "حريت" التركية في اسطنبول. وكان منفذو هذه الهجمات قد أبرزوا شعار منظمة "الذئاب الرمادية" الفاشية، الا ان كوادر حزب "الحركة القومية" الفاشي نفوا مشاركتهم في تنفيذ هذه الإعتداءات، وقاموا بعرض فيديو يثبت ان منفذي الإعتداءات من اعضاء المنظمة الشبابية للحزب الحاكم.