مدارات

ترشيح مروان البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2016

رشيد غويلب
رئيس أساقفة جنوب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو، اقترح على لجنة الجائزة الترويجية منحها الى المناضل والنائب الفلسطيني الموجود منذ اكثر من 14 عاما في السجون الإسرائيلية.
واكد توتو في رسالته المؤرخة في السادس من حزيران الجاري، ان ترشيح البرغوثي باعتباره "رمزا لكفاح الشعب الفلسطيني في سبيل حريته"، ويعد اشارة واضحة لدعم الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير. واضاف توتو في رسالته "أدعو أعضاء اللجنة الى اغتنام هذه الفرصة لإعادة تركيز الاهتمام على القضية الفلسطينية، والدعوة إلى سلام عادل ودائم، وهو المشروع الذي يستمر مروان البرغوثي في النضال في سبيله على الرغم من سنوات السجن والعزلة ".
ومنح رئيس الاساقفة وصديق نلسون مانديلا جائزة نوبل للسلام لعام 1984، تقديرا لجهوده ومساهمته في النضال من اجل القضاء على نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في بلاده. واكد توتو في رسالته، ان عمليات الاعتقال الجماعي واحكام السجن الجائرة، بما في ذلك لممثلي الشعب المنتخبين تمثل محاولة "لكسر إرادة شعب بأكمله يناضل من أجل الحرية والاستقلال". وأعرب عن أمله في أن تقدم اللجنة على "اتخاذ قرار شجاع من شأنها أن تقرب لنا اليوم الذي تكف فيه هذه الأرض المقدسة ذوات القيمة الرمزية الفريدة من نوعها، عن أن تكون شاهدا حيا على الظلم والإفلات من العقاب، والاحتلال والفصل العنصري، لتصبح منارة للحرية والأمل والسلام ".
ومروان البرغوثي البالغ من العمر 57 عاما هو عضو قيادي في حركة فتح الفلسطينية، اكبر التنظيمات المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية. اعتقل عام 2002 في مدينة رام الله الفلسطينية، ونقل بشكل يتعارض مع القانون الدولي الى داخل اسرائيل، وفي عام 2004 حكمت عليه محكمة اسرائيلية بخمسة اضعاف بالسجن المؤبد، اضافة الى 40 سنة سجن اخرى. وتدعي النيابة العامة في دولة الاحتلال ان البرغوثي هو مؤسس "كتائب شهداء الأقصى "، التي تصنف في إسرائيل كـ" منظمة إرهابية "، وتحملها قوات الاحتلال مسؤولة العديد من احداث الانتفاضة الثانية. من جانبه ينفى البرغوثي باستمرار هذه التهمة.
واعتبرت إسرائيل البرغوثي "ارهابيا" بنفس الطريقة التي اعتبر بموجبها نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا "ارهابيا" في حينه. وفي بيان كتبه في السجن ووقع عليه العديد من السجناء، أكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتعارض مع القانون الدولي، وكذلك شدد البيان على ضرورة احلال السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة. ووجد البيان تجاوبا كبيرا بين الفلسطينيين، فالبرغوثي يتمتع بثقة كبيرة في صفوف مواطنية، وخصوصا في ما يتعلق بالوصول الى مصالحة بين التيارات السياسية الفلسطينية المتصارعة، وعلى الأخص الصراع الدائر بين فتح وحماس المسيطرة على قطاع غزة.
وتشكلت في نيسان الفائت لجنة عالمية لدعم ترشيح البرغوثي لنيل الجائزة، واطلق اللجنة العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، واعضاء البرلمان الفلسطيني. وتم دعم المطالبة الى جانب رئيس الأساقفة توتو،من قبل حامل جائزة نوبل الأرجنتيني ادولف بيرز اسكيفل، وشخصيات برلمانية عربية، وعدد من نواب البرلمان البلجيكي. ويدعم البرلمان التونسي هذا الترشيح. وكان ستة من حملة جائزة نوبل للسلام قد طالبوا بإطلاق سراح البرغوثي، بضمنهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، بالإضافة الى شخصيات عالية مثل جان زيغلر عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الأنسان التابع للأم المتحدة و بيير تراتوفسكي الرئيس السابق الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، و ميشال روكار نائب رئيس الوزراء الفرنسي السابق. واخيرا طالب البرلمان البريطاني والمصري بإطلاق سراح البرغوثي.
ويؤدي الحزب الشيوعي الفرنسي وحلفاؤه في جبهة اليسار دورا فاعلا في حملة التضامن مع البرغوثي وبقية المعتقلين الفلسطينيين. وهناك شبكة من 22 بلدية منحت البرغوثي المواطنة الفخرية. ويسعى رؤساء هذه البلديات الى ارسال وفد مشترك لزيارة لبرغوثي الذي تم نقله في الأشهر الأخيرة بين مختلف السجون الإسرائيلية