مدارات

المنتدى الإجتماعي العالمي ينهي اعمال دورته الثالثة عشر

رشيد غويلب
انتهت الأحد الفائت باقرار جدول زمني لخطة عمل لمكافحة الفقر والظلم الإجتماعي اعمال الدورة الـ 13 للمنتدى الإجتماعي العالمي في مدينة مونتريال الكندية.
وكانت فعاليات المنتدى قد افتتحت في التاسع من آب الجاري بتظاهرة حاشدة. ثم ناقش اكثر من 15 الف مشترك، يمثلون 120 بلدا، في اطار قرابة 1500 ورشة عمل، وطاولة مستديرة ومؤتمر، قضايا آنية منها تغيرات المناخ، العدالة الضريبية،مقاومة اتفاقيات التجارة الحرة بين المراكز الراسمالية، الفقر، النضال من اجل عالم افضل.
ولأول مرة نظمت في مجرى المنتدى سبعة مؤتمرات اهتمت بقضايا الظلم الاجتماعي، اللجوء، والواحات الضريبية، والعدالة المناخية، والتعليم.,
وقد انعقد المنتدى، لاول مرة منذ انطلاقه في مدينة اليغري البرازيلية في عام 2001 ، في بلد من بلدان الشمال الرأسمالي. وانقسم المنظمون والمشاركون بين مؤيد ومعارض لاختيار المدينة المضيفة. فمنهم من رأى انها اختيار موفق لان الفقر لم يعد مشكلة تخص بلدان جنوب الكرة الأرضية وحدها. وان الأختيار جاء من أجل ان تتجاوز فكرة التغيير الإنقسام بين الشمال والجنوب، ولتصبح اكثر قدرة، وليتعمق الحوار ويتم طرح الإحتياجات والمبادرات والمشاريع، بما يعطي دفعة ايجابية لعملية التغيير، انطلاقا من شعار "فكروا عالميا واعملوا محليا". في المقابل ركز الرافضون اختيار المدينة الكندية على مشكلة عدم منح السلطات الكندية تأشيرة دخول لاكثر من 230 ناشطاً، بينهم شخصيات عالمية مثل وزيرة مالية جمهورية مالي السابقة والمرشحة لخلافة السكرتير العام للأم المتحدة بان كي مون، أميناتا تراوري، وحرمانهم من المشاركة عمليا. واشار ممثلو حركة اتاك المضادة للعولمة ان سلوك الحكومة الكندية يعكس حقيقة ان الحكومة الجديدة، والتي خلفت حكومة اليمين ويطلق عليها بعض المتابعين توصيف حكومة اليسار الليبرالي، لا تشكل ضمانة للانفتاح وحرية التنقل. وجاء غياب اعداد كبيرة من ناشطي بلدان الجنوب بسبب بعد المكان جغرافيا وما يترتب على ذلك من تكاليف باهضة. ولهذا حرم المنتدى في دورته الحالية من مشاركة وفود كبيرة كان لها في الدورات السابقة حضور متميز، وتستند الى قواعد شعبية واسعة، مثل ممثلي الحركات الإجتماعية والحركات النقابية لبلدان امريكا اللاتينية، وبلدان غرب افريقيا، والهند. وفي هذا السياق جاء التشديد على ضعف مشاركة بلدان الجنوب، وغياب الكثير من ممثلي البلدان الأفريقية. وبعيدا عما تمت الإشارة اليه، فان المشاركة في المنتدى الإجتماعي العالمي انخفضت مقارنة بدورات سابقة، حيث كان الحضور يتجاوز 100 الف، وهو رقم يصعب تحقيقه مجددا. ويعود ذلك الى انخفاض جاذبية حركة المنتديات الإجتماعية، بسبب وجود العديد من الاشكال والأطر الإجتماعية العالمية الاخرى، مثل الفعليات التي توازي قمة المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة، والحركة المضادة لقمة السبعة. كما ان علاقة المنظمات السياسية بالمنتدى الإجتماعي لا تزال مثار جدل، فالحركات القريبة من اليسار الجديد في اوربا مثل حركة "لنحتل"، وحركة "الغاضبون" الأسبانية ظلت بعيدة عن المشاركة في المنتدى. ويرى فرانسسكو ماري عضو المجلس العالمي للمنتدى الإجتماعي، ان المنتدى انطلق كنقيض نوعي لمنتدى دافوس العالمي، وكان مركز اهتمامه يتمثل في مواجهة السياسة العدوانية للاسواق المالية. وهذه الأخيرة فقدت شيئا من اهميتها على الأقل منذ اندلاع الأزمة المالية في عام 2008 .
ومنذ دورة تونس الأولى تحرر المنتدى من التوازي الزمني مع انعقاد منتدى دافوس للمراكز المالية. وتوسعت اهتمامات المنتدى لتشمل ملفات ازمات الحضارة: المناخ، الجوع، الرأسمالية والديمقراطية، والبحث عن حلول موحدة. وفي شمال افريقيا اضيفت ملفات كرامة الإنسان واللاجئين. وبهذا تحول المنتدى الإجتماعي العالمي الى انعكاس لافكار ومنطلق لنشاطات الحركات، اكثر من كونه حركة بذاتها. وفي نهاية المطاف اهتمت المناقشات في المنتدى بطرح بدائل للرأسمالية، وتعزيز دور كل حركة تدفع في اتجاه التغيير، وان قاعدة مناهضة الرأسمالية لا تزال قائمة.
مشاركة عراقية
ومرة اخرى شهدت فعاليات المنتدى مشاركة عراقية من خلال مشاركة الناشط المدني جاسم الحلفي القادم من بغداد. وقد عرّف الحلفي المشاركين في المنتدى بالحركة الإحتجاجية المستمرة لاكثر من عام في بغداد والمحافظات الأخرى. كذلك طرح ملفات الصراع الإجتماعي والسياسي الدائر في البلاد، فضلا عن الإطلاع من جانبه على تجارب الحركات الإجتماعية العالمية.